مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الهمزة المنفردة

          الهَمزةُ المُنفرِدةُ
          قوله: «أَتَسخَرُ بي وأنتَ الملِكُ؟!» حملَه جماعَة على أنَّ الهَمزةَ للاستِفهامِ، وأنَّ المعنَى المُقابَلةُ في الجَزاءِ، كما قالوا في قَولِه تعالى: {اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ} [البقرة:15]، وقيل: بل «الهَمزةُ» هاهنا للنَّفيِ بمعنى: «لا»؛ أي: إنَّك لا تَسخَر بي ولا يلِيقُ بك، كقَولِه تعالى: {أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا} [الأعراف:155]؛ أي: إنَّك لا تفعَل ذلك.
          ومِثلُه في حديثِ الوَصِيَّة: «ما لَهُ، أهَجَرَ؟!» [خ¦3168]، أو «يَهجُرُ» بمعنَى يهذي؛ أي: إِنَّه لم يهجُر، ولا يلِيقُ به، ولا يصِحُّ في حقِّه، بل هو مَعصُومٌ من أنْ يقول ما لا حقِيقَة له لا في صحَّته، ولا في مَرضِه، ولا في نَومِه، ولا في غَضبِه، وهذا كلُّه صحيحُ المعنَى (1).


[1] هذه الفقرة من (ط) و(ج) فقط، وكذلك في «المشارق»، وتأتي في حرف السِّين مع الخاء، وهو مكانها المناسب.