الكوكب المنير الساري في ختم صحيح البخاري

أحوال عصاة المؤمنين في النار

          فقد ورد أن الله يبعث جبريل ◙ إلى مالك ◙ ، فيقول له الحق سبحانه وتعالى يقول لك: افتح على أهل الكبائر النار وخفف عنهم النار والعذاب، قال: فيفتح الباب فينظر جبريل ◙ إليهم فيألمه قلبه ويبكي على حالهم، فيقولون: من أنت أيها الملك الرحيم القلب فما رأينا منذ خرجنا من قبورنا أحدًا رحمنا غيرك، فيقول السلام عليكم يا أمة محمد، أنا الروح الأمين جبريل الذي كنت أنزل بالرسالة على نبيكم محمد صلعم ، فيقولون: وعليك السلام يا حبيبنا يا جبريل، أما ترى ما صنعت النار بنا، فيقول: إن محمدًا لا يعلم بمكانكم فهل لكم إليه من حاجة أو رسالة، فيقولون: إذا رأيت حبيبنا محمدًا فاقرأه عنا السلام وقل له:إن خلقًا كثيرًا من أمتك يعذبون بين أطباق النيران في مجاورة الكفار، وما كفى بنا همنا وهم من يختنا(1) يعايرونا، يقولون: ما رأينا الإسلام نفعكم صرنا نحن وإياكم في النار سواء، فيأتي جبريل ◙ حتى يقف بين يدي العلي الأعلى، فيقول سبحانه: يا جبريل _ وهو أعلم بما قالوا _ ماذا رأيت يا جبريل ؟ فيقول له: إن الأشقياء من أمة محمد حملوني رسالة إلى نبيهم، وهي كذا وكذا، فيقول الله سبحانه وتعالى: بلغ إليه رسالتهم.


[1] كذا في المخطوط، ولم يتضح لنا توجيه الكلمة.