كشف النقاب عما روى الشيخان للأصحاب

في الأوهام التي في الصحيحين

          ومن الأوهام:
          - محمَّدُ بنُ إِيَاسِ بنِ البُكَيرِ.
          قال (خ) في المغَازِي: «وَقَالَ اللَّيْثُ عن يُونُسَ(1) عَنِ ابْنِ شِهَابٍ وَسَألنَاهُ فقالَ: أَخْبَرَنِي محمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ أَنَّ محمَّدَ ابْنَ إِيَاسِ بْنِ البُكَيْرِ وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا»، لم يَزِدْ على ذلكَ.
          فجعلَ أبو مسعودٍ الحافظُ في كتابه «الأطراف» لمحمَّدِ بنِ إياسٍ هذا ترجمةً، أَوْهَمَ بذلكَ أنَّه من الصَّحابةِ وليس كذلك؛ بل هو تابعيٌّ، وإنما ساقَ (خ) هذا للدلالةِ على أنَّ إياسَ بنَ البُكَيْرِ ممَّن شَهِدَ بدرًا ☺، واختصرَ القصَّةَ، فقدْ أخرجها البَرْقَانيُّ في (المستخرج على الصحيح)، وفيها زيادةُ روايةِ محمَّدِ بنِ إِياسٍ عن أبي هريرةَ وابنِ عبَّاسٍ وعبدِالله ابن عَمْرٍو ♥ فيما إذا فوَّضَ الرَّجُلُ أَمْرَ امرأتِهِ إلى أبيهِ / وطلَّقَها أبوه(2)، فاختصرَ البخاريُّ ذلكَ إذ لم يكنْ له غَرَضٌ سوى عَدِّ إياسِ بنِ البُكَيْرِ من أهل بدرٍ، والله أعلم.
          - عبدُالله بنُ حُذافةَ بنِ قيسِ بنِ عَديِّ بنِ سَعْدِ بنِ سَهْمٍ، السَّهميُّ، أبو حُذافةَ.
          ذكرَ خلفٌ الوَاسِطيُّ في كتابِ «الأطراف» له أنَّ له حديثًا في (م) متنه: «أنَّ النَّبيَّ صلعم أمرَهُ أن يُنَادِيَ في أيَّامِ التَّشريقِ أنَّها أيَّامُ أَكْلٍ وشُرْبٍ».
          قال الحُمَيديُّ: «ولم أجدْ هذا الحديثَ في «كتابِ مسلمٍ»، ولا حكاه أبو مسعودٍ، ولم يذكرْه البَرْقَانيُّ إلا عَنْ خَلَفٍ، فلو وَجَدَهُ في الصَّحيحِ لما حكاه عن خلفٍ».
          قلتُ: ولم يذكرْ شيخُنا المِزيُّ في «التهذيب» لعبدِالله بنِ حُذَافَةَ هذا شَيئًا في الصحيحِ؛ لأنَّه لم يجدْهُ أيضًا، والحديثُ الذي ذكرَهُ خَلَفٌ مرسلٌ، لأنه من رواية سليمانِ بنِ يسار عن ابنِ حُذَافَةَ، ولم يدركْه، والله أعلم.
          آخر كَشفِ النَّقابِ عمَّا روى الشيخانِ للأصحابِ(3).
          قال مؤلِّفه تغمَّدَه الله برحمته:
          وفرغتُ منه ببيتِ المقدِسِ في عشرِ ذي الحجَّةِ سنة اثنتينِ وأربعينَ وسبعِ مئةٍ، والحمدُ لله ربِّ العالمينَ.(4)


[1] وقع في (ج): (يوسف)، وهو تصحيف.
[2] في (ج): (فطلقها أبوه)، والحديث في الطلاق الثلاث قبل الدخول، فقد روى البخاري في (التاريخ الكبير) ░1/ 20▒ تتمة الحديث فقال في ترجمة محمد بن إياس: (روى عنه أبو سَلَمَةَ: إذا طلق ثلاثًا قبل أن يدخل بها لم تحل له، قال لي محمد بن بشار: عن يحيى بن سعيد، عن عبيدالله، عن نافع: أخبرني محمد بن إياس، عن ابن عباس، وعائشة، وأبي هريرة: إذا طلق ثلاثا لم تصلح له...)، ثم قال البخاري: (وقال لنا عبدالله بن صالح: عن الليث، عن يونس، عن الزهري، وقال الليث: حدثني به الزهري، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، مولى بني عامر بن لؤي، أن محمد بن إياس بن بكير حدثه - وكان أبوه شهد بدرًا - أنه سأل أبا هريرة وابنَ عباس وعبدَالله بنَ عمرو مثله).
[3] إلى هنا تنتهي النسختان: (ق) و(ج)، وما يأتي مثبت من (ع).
[4] في (ع): ░علقَّه الفقيرُ إلى الله تعالى عبد الكريم بن القلقشندي سنة834▒، وما بعدها فائدة منقولة عن ابن حزم.