ختم صحيح الإمام البخاري

الكلام على الآية من جهة علم القراءات

          التاسع: علم القراءات:
          قوله: {مثقالَُ}: بالرفع في قراءة نافع، على أنَّ {كان} تامَّة، وبالنصب في قراءة غيره، على أنَّها ناقصة.
          وقوله: {أتينا بها}: قراءة العامَّة فيه بقصر الهمزة من الإتيان؛ بمعنى الإحضار، والباء للتعدية، وقرئ: {آتينا}؛ بمدِّها، فيحتمل أن يكون من الإيتاء؛ وهو الإعطاء، وأصله: أأتينا، فأبدلت الهمزة الثانية ألفًا، ويحتمل أن يكون من المؤاتاة بالهمز، (مفاعلة) من الإتيان؛ بمعنى المجازاة والمكافأة، ويؤيِّده قوله: {بها}؛ لأنَّه على الأوَّل يتعدَّى إلى مفعوليه بنفسه، قال تعالى: {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ} [الإسراء:59]، إلا أن يقال: إنَّه مجاز عن المجازاة، وهي تتعدَّى بالباء، تقول: جازيته بكذا، أو الباء في قوله: {بها} للسببيَّة، أو للمقابلة، والمفعول محذوف؛ أي: آتيناها بها، وقرئ كما في البيضاويِّ: ▬أثبنا↨، من الثواب و▬جئنا↨.