جامع الصحيحين بحذف المعاد والطرق

حديث: هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا

          2924- (خ، م) حدَّثنا محمَّد بن أحمد بن عَلِيٍّ قال: حدَّثنا أحمد بن موسى قال: حدَّثنا محمَّد بن أحمد بن إبراهيم قال: حدَّثنا محمَّد بن أيُّوب قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدَّثنا جرير بن حازم قال: حدَّثنا أبو رجاء العُطَارِدي قال:
          سمعتُ سَمُرةَ بن جُنْدُب قال: كان النبيُّ صلعم إذا صلَّى أَقبلَ علينا بوجهه، فقال: «هل رأى أحدٌ منكم اللَّيلةَ رُؤيا؟» فإن كان رأى أحدٌ فيها رُؤيا قصَّها عليه، فيقول فيها (1) ما شاء، ثمَّ سألنا يومًا: «هل رأى أحدٌ منك رُؤيا» فقلنا: لا، / قال: «لكنِّي قد رأيتُ الليلةَ رَجلَين أتياني، فأَخذَا بيدي، فأَخرَجاني إلى أرضٍ مستويةٍ أو فضاءٍ، فمَرَرْنا برجلٍ جالسٍ، ورجلٌ قائمٌ على رأسه، وبيدِه كَلُّوبٌ من حديدٍ، يُدخلُه في شِدْقِه، فيَشقُّه حتَّى يَبلُغَ قفاهُ، ثمَّ يَفعلُ بِشِدْقِه الآخر مثلَ ذلك، ويَلتَئم شِدْقُه هذا (2) ، فيعُود فيه فيَصنع به مثلَ ذلك، قال: قلت: ما هذا؟ قالا: انطَلِقْ، فانطَلَقْنا حتَّى أَتَينا على رجلٍ مضطجعٍ على قفاه، ورجلٌ قائمٌ على رأسِه بِفِهْرٍ أو صخرةٍ يَشدخُ بها رأسَه، فإذا ضرَبه تَدَهدَهَ الحَجَرُ، فانطَلق إليه لِيأخذَه، فلا يَرجعُ إلى هذا حتَّى يَلتَئِمَ رأسُه، وعاد رأسُه كما هو، فعاد إليه فضربَه، فهو يَفعلُ به ذلك، قال: قلت: ما هذا؟ قالا: انطلِقْ، فانطَلقْنا حتَّى أتينا على بيتٍ قد بُنيَ بناءَ التَّنُّور، أعلاهُ ضيِّقٌ وأسفلُهُ واسعٌ، يُوقَدُ (3) تحتَه نارٌ، فإذا وَقَدَتِ (4) ارتفعوا حتَّى كادوا يخرجون منه، فإذا خَمَدَتْ رجعوا فيها، وفيها رجالٌ ونساءٌ عُرَاةٌ، فقلت لهما: ما هذا؟ قالا: انطلِقْ، فانطَلَقْنا حتَّى أَتَينا على نهرٍ من دمٍ، فيه رجلٌ قائمٌ، وعلى شطِّ النَّهر [رجلٌ] بين يَديه حجارةٌ، فأَقبَلَ ذلك الرَّجلُ الَّذي في النَّهر، فإذا أَرادَ أن يَخرجَ منه رَمى الرَّجلُ الحَجَرَ في فِيه، فردَّه حيث كان، فقلت لهما: ما هذا؟ قالا: انطلِقْ، فانطَلَقنا حتَّى أَتَينا إلى روضةٍ خضراءَ، فيها شجرةٌ عظيمةٌ، في أصلِها شيخٌ وصِبيانٌ، وإذا رجلٌ قريبٌ من الشَّجرة وبين يَديه نارٌ يَحشُّها ويُوقِدُها، فَصَعِدَا بي في الشَّجرة، فأدخَلَاني دارًا وسْطَ الشَّجرة، ولم أرَ دارًا قطُّ أحسنَ منها، فيها رجالٌ شيوخٌ وشبابٌ، فقلتُ لهما: إنَّكما قد طوَّفتُما بي منذ اللَّيلةِ، فأَخبِرَانِي عمَّا رأيتُ؟ قالا: نعم؛ أمَّا الرَّجلُ الَّذي رأيتَ يُشَقُّ شِدقُه: فإنَّه رجلٌ كذَّابٌ يَتحدَّثُ بالكذبة، فتُحمل عنه حتَّى تَبلغَ الآفاقَ، فهو يُصنَع به ما رأيتَ إلى يوم القيامة، وأمَّا الرَّجلُ الَّذي رأَيتَ (5) يُشدَخُ رأسُه فإنَّ ذاك رجلٌ علَّمه الله القرآنَ، فنام عنه باللَّيل، ولم يَعْمَلْ بما (6) فيه بالنَّهار، فهُو يُعمَل به ما رأيتَ إلى يومِ القيامة، وأمَّا الَّذي رأيت في البيت: فهم الزُّناة، وأمَّا الَّذي في النَّهر من الدَّمِ: فذاكَ آكلُ الرِّبا، وأمَّا الشَّيخُ الَّذي رأيتَ في أصلِ الشَّجرة: فذاك إبراهيم ◙، وأمَّا الصِّبيانُ الَّذي رأيتَ حولَهُ: فأولادُ النَّاس، وأمَّا النَّار التي رأيتَ والرَّجلُ الذي يُوقِدُها: فتلك النَّارُ، وذاك (7) مالكٌ خازن النَّار، وأمَّا الدَّار الأُولى التي دَخلتَ: فدارُ عامَّةِ المُؤمنين، وأمَّا هذه: فدارُ الشُّهداء، وأنا جبرئيلُ، وهذا ميكائيلُ، ثمَّ قالا: ارفعْ رأسَك، فرفعتُ رأسِي، فإذا فوقي مثلُ السَّحابِ، قالا: ذاك منزلُكَ، فقلت: دعاني، فَلِآتِيَ منزلي، فقالا: إنَّه قد بقي لك عملٌ لم تَستَكْمِلهُ بعدُ، ولو قد استَكْمَلتَهُ أتيتَ منزلَك». [خ¦1386]


[1] (فيها): ليس في (ظ).
[2] (هذا): ليس في (ظ).
[3] في (ظ): (توقد).
[4] في (ظ): (أوقدت).
[5] في (ظ): (رأيتم).
[6] زيد في (ظ): (رأيت)، ولعله سبق نظر.
[7] في (ظ): (وذلك).