هداية الساري لسيرة البخاري

في سعة حفظه وسيلان ذهنه

           ░7▒ فَصْلٌ
          في سَـِعَةِ حِفْظِهِ وَسَيَلَانِ ذِهْنِهِ
          سِوَى ما تَقَدَّمَ في أَثْنَاءِ الفَصْلَيْنِ مِثْلُهُ
          أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عُمَرَ فيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ، عن الحَافِظِ أبي الحَجَّاجِ المِزِّيِّ: أَنَّ أَبَا الفَتْحِِ الشَّيْبَانِيَّ أَخْبَرَهُ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ(1) بْنُ الحَسَنِ: أَخْبَرَنَا عبد الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الخَطِيبُ _(ح): وَأَخْبَرَنِيهُ عَالِيًا أَحْمَدُ بنُ أبي بَكْرٍ المَقْدِسِيُّ في كِتَابِهِ، عن عُمَرَ بْنِ عبدِ العَزِيزِ بْنِ رَشِيقٍ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ ابْنَ المُقَيَّرِ أَنْبَأَهُ، عن الفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ، عن الخَطِيبِ_ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ أبي الحَسَنِ السَّاحِلِيُّ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الحَسَنِ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ ابنَ عَدِيٍّ(2) يَقولُ: سَمِعْتُ عِدَّةَ مَشَايِخَ يقولونَ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ قَدِمَ بَغْدَادَ، فَسَمِعَ بِهِ أَصْحَابُ الحَدِيثِ، فَاجْتَمَعُوا وَعَمَدُوا إلى مِئَةِ حَدِيثٍ، / فَقَلَبُوا مُتُونَهَا وَأَسَانِيدَهَا، وَجَعَلُوا مَتْنَ هَذَا الإِسْنَادِ لإِسْنَادٍ آخَرَ، وَإِسْنَادَ هَذَا المَتْنِ لِمَتْنٍ آخَرَ، وَدَفَعُوهَا إلى عَشَرَةِ أَنْفُسٍ، لِكُلِّ رَجُلٍ عَشَرَةُ أَحَادِيثَ، وَأَمَرُوهُمْ إِذَا حَضَرُوا المَجْلِسَ يُلْقُونَ ذَلِكَ على البُخَارِيِّ، وَأَخَذُوا المَوْعِدَ لِلْمَجْلِسِ، فَحَضَرَ المَجْلِسَ جَمَاعَةٌ مِنَ الغُرَبَاءِ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ وَغَيْرِهَا وَمِنَ البَغْدَادِيِّينَ، فَلَمَّا اطْمَأَنَّ المَجْلِسُ بِأَهْلِهِ انْتَدَبَ رَجُلٌ مِنَ العَشَرَةِ، فَسَأَلَهُ عن حَدِيثٍ مِنْ تِلْكَ الأَحَادِيثِ، فَقَالَ البُخَارِيُّ: لا أَعْرِفُهُ. فَسَأَلَهُ عن آخَرَ، فَقَالَ: لا أَعْرِفُهُ. فَمَا زَال يُلْقِي عليه وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّى فَرَغَ مِنْ عَشَرَتِهِ، وَالبُخَارِيُّ يَقولُ: لا أَعْرِفُهُ. فَكان الفُقَهَاءُ مِمَّنْ حَضَرَ المَجْلِسَ يَلْتَفِتُ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ، وَيقولونَ: فَهِمَ الرَّجُلُ. وَمَنْ كان مِنْهُمْ غَيْرَ ذَلِكَ يَقْضِي على البُخَارِيِّ بِالعَجْزِ وَالتَّقْصِيرِ وَقِلَّةِ(3) الفَهْمِ، ثُمَّ انْتَدَبَ رَجُلٌ آخَرُ مِنَ العَشَرَةِ، فَسَأَلَهُ عن حَدِيثٍ مِنْ تِلْكَ الأَحَادِيثِ المَقْلُوبَةِ، فَقَالَ البُخَارِيُّ: لا أَعْرِفُهُ. فَسَأَلَهُ عن آخَرَ، فَقَالَ: لا أَعْرِفُهُ. فَلَمْ يَزَلْ يُلْقِي عليه وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّى فَرَغَ مِنْ عَشَرَتِهِ، وَالبُخَارِيُّ يَقولُ: لا أَعْرِفُهُ. ثُمَّ انْتَدَبَ لَهُ الثَّالثُ، وَالرَّابِعُ، إلى تَمَامِ العَشْرَةِ، حَتَّى فَرَغُوا كُلُّهُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ المَقْلُوبَةِ، وَالبُخَارِيُّ لا يَزِيدُهُمْ على: لا أَعْرِفُهُ. فَلَمَّا عَلِمَ البُخَارِيُّ أَنَّهُمْ قَدْ فَرَغُوا، التَفَتَ إلى الأَوَّلِ مِنْهُمْ فَقَالَ: أَمَّا حَدِيثُكَ الأَوَّلُ فَهُوَ كَذَا، وَحَدِيثُكَ الثَّانِي فَهُوَ كَذَا. وَالثَّالثُ وَالرَّابِعُ على الوِلَاءِ، حَتَّى أَتَى على تَمَامِ العَشَرَةِ، فَرَدَّ كُلَّ مَتْنٍ إلى إِسْنَادِهِ وَكُلَّ إِسْنَادٍ إلى مَتْنِهِ، وَفَعَلَ بِالآخَرِينَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَرَدَّ مُتُونَ الأَحَادِيثِ كُلَّهَا إلى / أَسَانِيدِهَا وَأَسَانِيدَهَا إلى مُتُونِهَا؛ فَأَقَرَّ النَّاسُ له بِالحِفْظِ، وَأَذْعَنُوا له بِالفَضْلِ .
          قُلْتُ : هُنَا يُخْضَعُ لِلْبُخَارِيِّ؛ فَمَا العَجَبُ مِنْ رَدِّهِ الخَطَأَ إلى الصَّوَابِ، بَلِ العَجَبُ مِنْ حِفْظِهِ الخَطَأَ على تَرْتِيبِ ما أَلْقَوْهُ عليه مِنْ مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ.
          [وَقَد رُوِّيْنَا] عن أبي بَكْرٍ الكَلْوَذَانِيِّ: [مَا] رَأَيْتُ مِثْلَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ؛ [كَانَ] يَأْخُذُ الكِتَابَ مِنَ العُلَماءِ ، [فيطَّلِعُ](4) إِلَيْهِ اطِّلَاعَةً، فيحْفَظُ أَطْرَافَ الأَحَادِيثِ مِنْ مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ .
          أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ ابْنُ العِزِّ ابْنِ أبي عُمَرَ ابْنِ جَمَاعَةَ، عن أبي نَصْرٍ الشِّيرَازِيِّ، / عن جَدِّهِ أبي نَصْرٍ: أَنَّ الحَافِظَ أَبَا القَاسِمِ ابْنَ عَسَاكِرَ أَخْبَرَهُ : أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ ابْنُ البَقْشَلَانِ: أَخْبَرَنَا أَبُو المُظَفَّرِ النَّسَفيُّ: أَخْبَرَنَا أَبُو عبد اللهِ الغُنْجَارُ: سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ مَنْصُورَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيَّ يقولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عبدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّاغُونِيَّ يقولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ مُوسَى المَرْوَرُّوْذِيَّ يقولُ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ في جَامِعِهَا، إِذْ سَمِعْتُ مُنَادِيًا يُنَادِي: يَا أَهْلَ العِلْمِ، لَقَدْ قَدِمَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ البُخَارِيُّ. فَقَامُوا في طَلَبِهِ، وَكُنْتُ مَعَهُمْ، فَرَأَيْنَا رَجُلاً شَابًّا لَمْ يَكُنْ في لِحْيَتِهِ بَيَاضٌ، فَصَلَّى خَلْفَ الأُسْطُوَانَةِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ أَحْدَقُوا بِهِ، وَسَأَلُوهُ أَنْ يَعْقِدَ لَهُمْ مَجْلِسَ الإِمْلَاءِ، فَأَجَابَهُمْ إلى ذَلِكَ، فَقَامَ المُنَادِي ثَانِيًا يُنَادِي في جَامِعِ البَصْرَةِ: لَقَدْ قَدِمَ أَبُو عبدِ اللهِ محمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، فَسَأَلْنَاهُ بِأَنْ يَعْقِدَ مَجْلِسَ الإِمْلَاءِ، فَأَجَابَ بِأَنْ يَجْلِسَ غَدًا في مَوْضِعِ كَذَا. فَلَمَّا أَنْ كان بِالغَدَاةِ حَضَرَ الفُقَهَاءُ وَالمُحَدِّثُونَ وَالحُفَّاظُ وَالنَّظَّارَةُ، حَتَّى اجْتَمَعَ قَرِيبٌ مِنْ كَذَا وَكَذَا أَلْفِ نَفْسٍ، فَجَلَسَ أَبُو عبد اللهِ لِلإِمْلَاءِ، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَ في الإِمْلَاءِ: يَا أَهْلَ البَصْرَةِ، أَنَا شَابٌّ، وَقَدْ سَأَلْتُمُونِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ بِأَحَادِيثَ عن أَهْلِ بَلَدِكُمْ تَسْتَفيدُونَهَا _يَعْنِي لَيْسَتْ عِنْدَكُمْ_ قَالَ: فَتَعَجَّبَ النَّاسُ مِنْ قَوْلِهِ، فَأَخَذَ في الإِمْلَاءِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا عبدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ بنِ أبي رَوَّادٍ العَتَكِيُّ بَلَدِيُّكُمْ: حَدَّثَنَا أَبِي، عن شُعْبَةَ، عن مَنْصُورٍ وَغَيْرِهِ، عن سَالمِ بنِ أبي الجَعْدِ، / عن أَنَسِ بْنِ مَالكٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إلى النَّبِيِّ صلعم ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُحِبُّ القَوْمَ... الحَدِيثَ . ثُمَّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: هَذَا ليس عِنْدَكُمْ، إِنَّمَا عِنْدَكُمْ عن غَيْرِ مَنْصُورٍ. قَالَ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: وَأَمْلَى عَلَيْهِمْ مَجْلِسًا على هَذَا النَّسَقِ، فيقول في كُلِّ حَدِيثٍ: رَوَى فُلَانٌ هَذَا الحَدِيثَ عِنْدَكُمْ كَذَا، فَأَمَّا مِنْ رِوَايَةِ فُلَانٍ _يَعْنِي التِي يَسُوقُهَا_ فَلَيْسَتْ عِنْدَكُمْ.
          وَقَالَ حَمْدُويَةُ بنُ الخَطَّابِ: لَمَّا قَدِمَ البُخَارِيُّ قَدْمَتَهُ الأَخِيرَةَ مِنَ العِرَاقِ، وَتَلَقَّاهُ مَنْ تَلَقَّاهُ مِنَ النَّاسِ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، وَبَالَغُوا في بِرِّهِ، فَقِيلَ له في ذَلِكَ، فَقَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَيْتُمْ يَوْمَ دُخُولِنَا البَصْرَةَ؟!
          أُنْبِئْتُ عن أبي نَصْرٍ، عن جَدِّهِ: أَنَّ الحَافِظَ أَبَا القَاسِمِ أَخْبَرَهُمْ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أبي صَالحٍ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ ابْنُ خَلَفٍ: أَخْبَرَنَا الحَاكِمُ : حَدَّثَنِي / أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَوِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو حَسَّانَ مَهِيبُ بْنُ سُلَيْمٍ(5) : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ البُخَارِيَّ يقولُ: اعْتَلَلْتُ بِنَيْسَابُورَ عِلَّةً خَفيفَةً، وَذَلِكَ في شَهْرِ(6) رَمَضَانَ، فَعَادَنِي إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ في نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لِي: أَفْطَرْتَ يَا أَبَا عبد اللهِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: خَشِيتُ أَنْ تَضْعَفَ عن قَبُولِ الرُّخْصَةِ. فَقُلْتُ: أَخْبَرَنَا عَبْدانُ، عن ابْنِ المُبَارَكِ، عن ابْنِ جُرَيْحٍ؛ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: مِنْ أَيِّ المَرَضِ أُفْطِرُ؟ قَالَ: مِنْ أَيِّ مَرَضٍ كان؛ كَمَا قَالَ اللهُ ╡: { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا } [البقرة:184]. قَالَ البُخَارِيُّ: لَمْ يَكُنْ هَذَا عِنْدَ إِسْحَاقَ .
          وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أبي حَاتِمٍ وَرَّاقُ البُخَارِيِّ : سَمِعْتُهُ يَقولُ: لَوْ نُشِرَ بَعْضُ أُسْتَاذِي هَؤُلَاءِ لَمْ يَفْهَمُوا كَيْفَ صَنَّفْتُ «التَّارِيخَ» وَلَا عَرَفُوهُ. ثُمَّ / قَالَ: صَنَّفْتُهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
          وَقَالَ أَحــمَدُ(7) بْنُ أَبي جَعْفَرٍ وَالي بُخَارَى: قَالَ لِي مُحَمَّدُ(8) بْنُ إِسْمَاعِيلَ يَوْمًا: رُبَّ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ بِالبَصْرَةِ كَتَبْتُهُ بِالشَّامِ، وَرُبَّ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ بِالشَّامِ كَتَبْتُهُ بِمِصْرَ! فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عبد اللهِ، بِتَمَامِهِ ؟ فَسَكَتَ .
          وَقَالَ سُلَيْمُ بنُ مُجَاهِدٍ : قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: لَا أَجِيْءُ(9) بِحَدِيثٍ عن الصَّحَابَةِ أَوِ التَّابِعِينَ إِلَّا عَرَفْتُ مَوْلِدَ أَكْثَرِهِمْ وَوَفَاتَهُمْ وَمَسَاكِنَهُمْ، وَلَسْتُ / أَرْوِي حَدِيثًا مِنْ حَدِيثِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ _يَعْنِي مِنَ المَوْقُوفَات_ إِلَّا وَلِي في ذَلِكَ أَصْلٌ أَحْفَظُهُ حِفْظًا عن كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صلعم .
          وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ عَاصِمٍ البِيْكَنْدِيُّ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، فَقَالَ له رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ يَقولُ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إلى سَبْعِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ مِنْ كِتَابِي! فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: أَوَ تَعْجُبُ مِنْ هَذَا؟! لَعَلَّ في هَذَا الزَّمَانِ مَنْ يَنْظُرُ إلى مِئَتَيْ أَلْفِ حَدِيثٍ مِنْ كِتَابِهِ! وَإِنَّمَا عَنَى نَفْسَهُ .
          وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُويَةَ: سَمِعْتُ البُخَارِيَّ يَقولُ: أَحْفَظُ مِئَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ صَحِيحٍ، وَأَحْفَظُ مِئَتَيْ أَلْفِ حَدِيثٍ غَيْرِ صَحِيحٍ .
          وَقَالَ لهُ وَرَّاقُهُ : تَحْفَظُ جَمِيعَ ما أَدْخَلْتَ في المُصَنَّفِ؟ فَقَالَ: لا يَخْفَى عَلَيَّ جَمِيعُ ما فيهِ، وَصَنَّفْتُ جَمِيعَ كُتُبِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ . / ... / ... / ... /
          وَقَالَ : وَبَلَغَنِي أَنَّهُ شَرِبَ البَلَاذُرَ ، فَسَأَلْتُهُ خَلْوَةً: هَلْ مِنْ دَوَاءٍ لِلْحِفْظِ؟ فَقَالَ: لا أَعْلَمُ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: لا أَعْلَمُ شَيْئًا أَنْفَعَ لِلْحِفْظِ مِنْ نَهْمَةِ(10) الرَّجُلِ وَمُدَاوَمَةِ النَّظَرِ.
          وَقَالَ: أَقَمْتُ بِالمَدِينَةِ _بَعْدَ أَنْ حَجَجْتُ_ سَنَةً جَرْدَاءَ أَكْتُبُ الحَدِيثَ.
          قَالَ: وَأَقَمْتُ بِالبَصْرَةِ خَمْسَ سِنِينَ، مَعِي كُتُبِي أُصَنِّفُ، وَأَحُجُّ في كُلِّ سَنَةٍ، وَأَرْجِعُ مِنْ مَكَّةَ إلى البَصْرَةِ. قَالَ: وَأَنَا أَرْجُو أَنَّ اللهَ تَعَالى يُبَارِكُ / لِلْمُسْلِمِينَ في هَذِهِ المُصَنَّفَاتِ .
          وَعن البُخَارِيِّ؛ قَالَ : تَذَكَّرْتُ يَوْمًا أَصْحَابَ أَنَسٍ، فَحَضَرَنِي في سَاعَةٍ ثَلَاثُ مِئَةِ نَفْسٍ، وَمَا قَدِمْتُ على شَيْخٍ إِلَّا كان انْتِفَاعُهُ بِي أَكْثَرَ مِنِ انْتِفَاعِي بِهِ.
          وَقَالَ وَرَّاقُه : عَمِلَ كِتَابًا في الهِبَةِ فيه نَحْوُ خَمْسِ مِئَةِ حَدِيثٍ، وَقَالَ: ليس في كِتَابِ وَكِيعٍ في الهِبَةِ إِلَّا حَدِيثَانِ مُسْنَدَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ، وَفي كِتَابِ ابْنِ المُبَارَكِ خَمْسَةٌ أَوْ نَحْوُهُ.
          وَقَالَ أَبُو الأَزْهَرِ : كان بِسَمَرْقَنْدَ أَرْبَعُ مِئَةٍ مُحَدِّثٍ، فَتَجَمَّعُوا، وَأَحَبُّوا أَنْ يُغَالِطُوا مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، فَأَدْخَلُوا إِسْنَادَ الشَّامِ في إِسْنَادِ العِرَاقِ، وَإِسْنَادَ اليَمَنِ في إِسْنَادِ الحَرَمِ، فَمَا تَعَلَّقُوا مِنْهُ بِسَقْطَةٍ.
          وَقَالَ وَرَّاقُهُ : سَمِعْتُهُ يَقولُ: ما نِمْتُ البَارِحَةَ حَتَّى عَدَدْتُ كَمْ أَدْخَلْتُ تَصَانِيفي مِنَ الحَدِيثِ، فَإِذَا نَحْوُ مِئَتَيْ أَلْفٍ. /
          وَقَالَ أَيْضًا: لَوْ قِيلَ لِي شَيْءٌ، لَمَا قُمْتُ حَتَّى أَرْوِيَ عَشْرَةَ آلَافِ حَدِيثٍ في الصَّلَاةِ خَاصَّةً .
          وَقَالَ وَرَّاقُهُ : سَمِعْتُهُ يَقولُ: ما جَلَسْتُ لِلتَّحْدِيثِ حَتَّى عَرَفْتُ الصَّحِيحَ مِن السَّقِيمِ، وَحَتَّى نَظَرْتُ في كُتُبِ أَهْلِ الرَّأْيِ، وَمَا تَرَكْتُ بِالبَصْرَةِ حَدِيثًا إِلَّا كَتَبْتُهُ.
          وَقَالَ : سَمِعْتُهُ يقولُ: لا أَعْلَمُ شَيْئًا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ إِلَّا وَهُوَ في الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يُمْكِنُ مَعْرِفَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
          وَقَالَ الفَـِرَبْرِيُّ: سَمِعْتُهُ يَقولُ : نَظَرْتُ في كَلَامِ اليَهُودِ وَالنَّصارَى وَالمَجُوسِ، فَمَا رَأَيْت أَحَدًا أَضَلَّ في كُفْرِهِمْ مِنَ الجَهْمِيَّةِ. وَالقُرْآنُ كَلَامُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ. /
          وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَمْدُونَ الحَافِظُ: رَأَيْتُ البُخَارِيَّ في جَـِنَازَةٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ يَسْأَلُهُ عن الأَسْمَاءِ وَالعِلَلِ، وَالبُخَارِيُّ يَمُرُّ فيه مِثْلَ السَّهْمِ، كَأَنَّهُ يَقْرَأُ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }[الصمد:1] .
          قُلْتُ: وَكِتَابُهُ «الجَامِعُ» يَشْهَدُ له بِالتَّقَدُّمِ في اسْتِنْبَاطِ المَسَائِلِ الدَّقِيقَةِ، وَبِالاطِّلَاعِ على اللُّغَةِ وَالتَّوَسُّعِ في ذَلِكَ، وَبِإِتْقَانِ العَرَبِيَّةِ وَالصَّرْفِ، وَبِمَا يَعْجِزُ عَنْهُ الوَاصِفُ، وَمَنْ تَأَمَّلَ اخْتِيَارَاتِهِ الفِقْهِيَّةَ في «جَامِعِهِ» عَلِمَ أَنَّهُ كان مُجْتَهِدًا، وَإِنْ كان كَثِيرَ المُوَافَقَةِ لِلشَّافِعِيِّ، وَقَدِ اسْتَشْهَدَ بِقَوْلِهِ في مَوْضِعَيْنِ مِنْ كِتَابِهِ :
          أَحَدُهُمَا في الزَّكَاةِ عُقَيبَ قَوْلِهِ: «بَابٌ في الرِّكَازِ الخُمُسُ: وَقَالَ مَالِكٌ وَابْنُ إِدْرِيسَ: الرِّكَازُ دِفْنُ الجَاهِلِيَّةِ، في قَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ الخُمُسُ(11) ، وَليس المَعْدِنُ(12) بِرِكَازٍ» .
          وَقَالَ في بَابِ تَفْسِيرِ العَرَايَا مِنَ البُيُوعِ: «وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: العَرِيَّةُ لا تَكُونُ إِلَّا بِالكَيْلِ مِنَ التَّمْرِ يَدًا بِيَدٍ، لا تَكُونُ بِالجِزَافِ. قَالَ البُخَارِيُّ: وَمِمَّا / يُقَوِّيهِ قَوْلُ سَهْلِ بْنِ أبي حَثْمَةَ: بِالأَوْسُقِ المُوَسَّقَةِ» .
          قُلْتُ: وَقَدْ أَخْطَأَ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ أَرَادَ بِذَلِكَ عَبدَ اللهِ بْنَ إِدْرِيسَ الأَوْدِيَّ الكُوفيَّ ؛ فَإِنَّ هَاتَيْنِ المَسْأَلَتَيْنِ مَنْصُوصَتَانِ لِلشَّافِعِيِّ بِلَفْظِهِمَا في كُتُبِهِ ، وَقَدْ بَيَّنْتُ ذَلِكَ في كِتَابِ تَخْرِيجِ تَعْلِيقِ البُخَارِيِّ الَّذي سَمَّيْتُهُ: «تَغْلِيقَ التَّعْلِيقِ» .
          وَأَمَّا عَدَمُ رِوَايَةِ البُخَارِيِّ لِلشَّافِعِيِّ في «الجَامِعِ»؛ فَقَدْ تَوَلَّى الجَوَابَ عَنْهُ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيبُ، وَبَسَطَ(13) القَوْلَ فيه في جُزْءٍ مُفْرَدٍ، مِمَّا حَاصِلُهُ: أَنَّ الإِمَامَ الشَّافِعِيَّ؟ لَمْ يَتَّسِعْ له الوَقْتُ في طَلَبِ الحَدِيثِ بِتَحْصِيلِ الغَرَائِبِ وَالطُّرُقِ، وَإِنَّمَا كانتْ هِمَّتُهُ تَحْصِيلَ أَحَادِيثِ الأَحْكَامِ، وَأَعْلَى مَنْ لَقِيَهُ مَالكُ بْنُ أَنَسٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَسُفيانُ بنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ، وَالبُخَارِيُّ فَقَدْ لَقِيَ العَدَدَ الكَثِيرَ مِنْ أَصْحَابِهِمْ، وَكانتْ وَفَاةُ الشَّافِعِيِّ سَنَةَ طَلَبَ البُخَارِيُّ الحَدِيثَ ، / وَكِبَارُ شُيُوخِهِ الَّذينَ أَدْرَكَهُمْ وَحَمَلَ عَنْهُمْ في مَرْتَبَةِ شُيُوخِ الشَّافِعِيِّ مِنْ حَيْثُ العَدَدُ أَحْيَانًا:
          فَإِنَّهُ رَوَى في «الصَّحِيحِ» عن مُحَمَّدِ بْنِ عبدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ عن حُمَيْدٍ، وَحُمَيْدٌ فَمِنْ شُيُوخِ مَالكٍ وَابْنِ عُيَيْنَةَ.
          وَرَوَى فيه عن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَهِشَامٌ مِنْ شُيُوخِ مَالكٍ وَالدَّرَاوَرْدِيِّ.
          وَرَوَى فيه عن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى عن إِسْمَاعِيلَ بنِ أبي خَالدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ مِنْ شُيُوخِ ابْنِ عُيَيْنَةَ.
          إلى غَيْرِ ذَلِكَ.
          وَأَمَّا أَوْسَاطُ مَشَايِخِهِ فَهُمْ في العَدَدِ كَالشَّافِعِيِّ؛ فَقَدْ حَدَّثَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ بِالكَثِيرِ عن مَالكٍ.
          وَأَمَّا مَنْ حَدَّثَهُ عن ابْنِ عُيَيْنَةَ فَلَا يُحْصَوْنَ.
          وَأَمَّا مَنْ عَدَا هَؤُلاءِ؛ فَإِنَّمَا يُخَرِّجُ عَنْهُمْ ما عِنْدَهُمْ مِنَ الغَرَائِبِ وَالطُّرُقِ وَزِيَادَاتِ الأَلْفَاظِ مَعَ تَعَذُّرِ [وُقوعِهِ] لَهُ بِعُلُوٍّ، أوْ [لأجلِ](14) التَّصْرِيحِ بِالسَّمَاعِ إِذَا كان الإِسْنَادُ العَالي مُعَنْعَنًا.
          فَلَوْ أَخْرَجَ مَثَلاً عن أَحْمَدَ بْنِ صَالحٍ عن الشَّافِعِيِّ عن مَالكٍ حَدِيثًا، هُوَ عِنْدَهُ عن يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ وَالتِّنِّيسِيِّ وَالقَعْنَبِيِّ وَقُدَمَاءِ أَصْحَابِ مَالكٍ؛ لَنَزَلَ فيه مِنْ غَيْرِ مَعْنًى؛ فَإنَّ هَؤُلَاءِ حُفَّاظٌ أَثْبَاتٌ مَعَ عُلُوِّ الإِسْنَادِ؛ وَقَدْ قَالَ شَيْخُ / المُحَدِّثِينَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: الإِسْنَادُ النَّازِلُ قَرْحَةٌ في الوَجْهِ، وَالإِسْنَادُ العَالي قُرْبَةٌ إلى اللهِ وَرَسُولِهِ . وَعَنْهُ قَالَ: النُّزُولُ شُؤْمٌ .
          قُلْتُ: وَإِنَّمَا يُقَدَّمُ النُّزُولُ على العُلُوِّ إِذَا كان رِجَالُ الإِسْنَادِ النَّازِلِ ثِقَاتٍ وَالآخَرُِ ضُعَفَاءَ؛ فَإِنَّهُ إِنِ اجْتَمَعَ العُلُوُّ وَالثِّقَةُ فَذَلِكَ هُوَ المُرَادُ.
          وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ البَعْلِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ: أَنَّ عبدَ اللهِ بْنَ الحَسَنِ الأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ العِرَاقِيُّ، عن الحَافِظِ أبي طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّلَفيِّ فيمَا أَنْشَدَ لِنَفْسِهِ :
ليس حُسْنُ الحَدِيثِ قُرْبَ رِجَالٍ                     عِنْدَ أَرْبَابِ عِلْمِهِ النُّقَّادِ
بَلْ عُلُوُّ الحَدِيثِ عِنْدَ أُولِي الحِفْـ                     ـظِ وَالإِتْقَانِ صِحَّةُ الإِسْنَادِ
فَإِذَا مَا(15) تَجَمَّعَا في حَدِيثٍ                     فَاغْتَنِمْهُ فَذَاكَ أَقْصَى المُرَادِ /


[1] تصحَّفت في الأصل إلى: (يزيد)، وهو: زَيد بن الحَسَن بن زيد بن الحَسَن البغداديُّ تاج الدِّين أبو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، إمام جامعٌ للعلوم، انتهى إليه علوُّ الإسناد في عصره، توفي سنةَ ثلاثَ عشرةَ وستِّ مئةٍ، تنظر ترجمته في سير أعلام النبلاء: 22/34.
[2] تصحَّفت في الأصل إلى: (علي)، والنصُّ في كتاب ابن عديٍّ «أسامي مَن روى عنهم البخاريُّ في الصحيح»: ص 52، ومن طريقه رواه الحُمَيديُّ في جذوة المقتبس (في ترجمة: أحمد بن عُمَر بن أنس العُذْرِيِّ)، وابن عساكر في تاريخ دمشق: 52/66، ونُقِل عن ابن عديٍّ في التعديل والتجريح: 1/283، وسير أعلام النبلاء: 12/408، وتاريخ الإسلام: 19/246.
[3] تصحَّفت في الأصل إلى: (ودلة).
[4] ما بين المعقَّفات في النصِّ بياضٌ في الأصل رَمَّمناه من تغليق التعليق: 5/415، ومقدمة فتح الباري: ص 680.
[5] تصحَّفت في الأصل إلى: (مسلم)، والتصويب من مصدرَي الرواية موافقٌ لما في تغليق التعليق: 5/417، ومقدمة فتح الباري: ص 680.
[6] تحرَّفت في الأصل إلى: (يوم)، والتصويب من مصدر الرواية موافقٌ لما في تغليق التعليق ومقدمة فتح الباري.
[7] كذا في الأصل، وهو موافق لما في تغليق التعليق: 5/417، وصوابه: (أَحْيَدُ) بالياء بدل الميم كما في مصادر الرواية موافقاً لما في مقدمة فتح الباري: ص681، وهو: أَحْيَدُ بن أحْمَدَ بنِ محمَّد بن اللَّيث اليَشْكُرِيُّ، كان أبوه والياً على بُخارَى، وتوفي هو سنةَ تسعين ومئتين، تنظر ترجمته في الإكمال:1/22.
[8] في الأصل: (قال لمحمَّد)، وهو سبق قلمٍ.
[9] في الأصل: (ألا جيء)، وهو سبق قلمٍ، والتصحيح من تغليق التعليق: 5/417، ومقدمة فتح الباري: ص 681، والذي في مصادر الرواية: (لا أجيئُكَ)، وقولُه هذا قالَه في صِباه!.
[10] تصحَّفت في الأصل إلى: (فهم)، وهو وإنْ كان محتَملَ المعنى إلَّا إنَّه مخالِفٌ للمنقول؛ والتصويب من مصدر الرواية موافقٌ لما في تغليق التعليق: 5/418، ومقدمة فتح الباري: ص 681، والمرادُ بالنَّهْمَة: الوَلَعُ بالعِلم والحرصُ على تَحصيلِه.
[11] في الأصل: (الزكاة)، وهو تردُّد نظرٍ من الناسخ، والتصحيح من «الصحيح».
[12] تحرَّفت في الأصل إلى: (العين)، والتصحيح من «الصحيح».
[13] في الأصل: (وبسطتُ)، والمثبَت أليَقُ بالسِّياق؛ فالكلام عن جزء الخطيب البغداديِّ المسَمَّى: «مسألة الاحتجاج بالشافعيِّ فيما أُسنِدَ إليه، والردُّ على الطاعِنينَ بعِظَم جَهلهم عليه»، ولم أجد في مصنَّفات الحافظ ابن حَجَرٍ كتاباً له تعلُّقٌ بالموضوع، وقد طُبع جزءُ الخَطيب البغداديِّ، وينظر الكلامُ الملَخَّصُ منه ها هنا فيه: ص 38-46.
[14] ما بين المعقَّفات بياضٌ في الأصل، ورمَّمناه بما يُلائِمُ السِّياقَ، والله أعلم.
[15] تحرَّفت في الأصل إلى: (به)، وهو مُخِلٌّ بالوَزن، والتصويب من المصادر السابقة.