حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: لا حمى إلا لله ولرسوله

98- قوله: (الصَّعْبَ) [خ¦2370] بفَتْح الصَّاد المهْملة، وسكُون العين المُهملة، والصَّعْبُ ضِدُّ السَّهْلِ.
          قوله: (جَثَّامَةَ) بفَتْح الجيم، وتشديدِ المثلَّثة، اللَّيْثيُّ.
          قوله: (لا حِمَى) هو بكسرِ الحاءِ، وفتح الميم من غير تَنْوِينٍ، مقْصوراً، وهو لُغةً: المَحْظُوْرُ، واصْطِلاحاً: ما يحمي الإمام من الموات لِمواشٍ يُعَيِّنُها ويمنعُ سائرَ النَّاسِ الرَّعي، أي: لا أرضٌ ميْتةٌ محميَّةٌ من نُزول الغَيْر فيها (إلَّا لله...) إلى آخرِه.
          قوله: (إلَّا لله وَلِرَسُوْلِهِ) أي: ومَن قامَ مُقامَه ╕ وهو الخليفةُ خاصَّةً إذا احْتيج إلى ذلك لمصلحةِ المسلمين، كما فعلَ العُمَرانِ وعُثمانُ ═، وإنَّما يحمي الإمامُ ما ليس بممْلوكٍ كبُطُونِ الأوْدية والجِبال والمَوَاتِ.
          وفي «النِّهاية»[1/447]: قيلَ: / كان الشَّريفُ في الجاهِليَّةِ إذا نزلَ أرْضاً في حَيِّه اسْتَعْوى كَلْباً، فحَمى مَدَى عُوَاءِ الكَلْب لا يَشْرَكُه فيه غيرُه، وهو يُشاركُ القَوْمَ في سائرِ ما يَرْعَوْنَ فيه، فنَهى النَّبيُّ صلعم عنْ ذلك.
          والحِمى في الحقيقة إنَّما هو للرَّسُول، وإنَّما نسبَ لله ╡ إشارةً إلى أنَّه يكون القصد بذلك الحِمى وَجْه الله تعالى، فذِكْر الله للتبرُّك.
          وغير الرَّسُولِ والخليفة من آحادِ الأُمَّة لا يجوز لَه الحِمَى، ولا يجوز له أن يتحجر قطعةَ أرضٍ منْ غير أن يُحييها، بل يقولُ لَه الإمامُ: أَحْيِ أوِ اتْرُكْ.
          وهذا الحديثُ ذَكَره البخاريُّ في باب: «لا حِمَى إلَّا لله وَلِرَسُوْلِهِ».