حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: لا تأكل فإنما سميت على كلبك

          90- قوله: (عَنْ عَدِيِّ...) [خ¦2054] إلى آخرِه(1).
          نصُّ الحديْث من أوَّلِه في البُخاريِّ، عَن عَدِيِّ بنِ حاتِمٍ قال: سألْتُ النَّبيَّ صلعم عنِ المِعْرَاضِ فقال:
          «إذا أصَابَ بَحَدِّهِ فكُلْ، وإذا أصابَ بعَرْضِه فقَتَلَ فلا تأكُلْ؛ فإنَّه وَقِيْذٌ»، فقلتُ: يا رسول الله، أُرْسِلُ كَلْبِي... إلى آخرِ ما هُنا.
          قال الشَّارحُ: «المِعْرَاضِ» بكسرِ الميم، وبالضَّادِ المعجَمةِ: سَهْمٌ لا رِيْشَ عَلَيه.
          وقيلَ: عَصَاً رأْسُها مَحدُودٌ(2).
          وقِيل: خَشَبةٌ ثَقيْلةٌ.
          وقيْل: عُوْدٌ دَقِيْقُ الطَّرَفَيْنِ، غَليْظُ الوَسَطِ، إذا رَمى به ذهبَ مُسْتَوِياً.
          قوله: (وأُسَمِّي) أي: حالَ الإرسالِ.
          وقوله: (فَأَجِدُ مَعَهُ) أيْ: مَع كَلْبي.
          وقوله: (لَمْ أُسَمِّ عَلَيْهِ) أي: ولم أرْسله، بدليل / ما قَبْله.
          وقوله: (وَلَا أَدْرِي أَيُّهمَا) أي: أيُّ الكَلْبَين اللَّذَين أرسلتُ أحدهما.
          و(أَيُّ) بالرَّفْع استفهاميَّةٌ معلِّقةٌ ﻟ (أَدْرِي) عن العملِ.
          وقوله: (أَخَذَ) أي: قتلَ، أي: لا أدْري هلِ الذي قتل الصَّيدَ الكَلْبُ الذي أرسلته أوِ الكَلْب الآخَر!
          قوله: (فَإنَّمَا سَمَّيْتَ على كَلْبِكَ) أي: وأرسلته.
          وقوله: (وَلَمْ تُسَمِّ على الآخَرِ) أي: ولم ترسلْه أيضاً.
          فالعِلَّة في عدم أكلِه الشَّكُّ في أنَّ الممسكَ لَه الكَلْبُ المُرسل أو غيرُهُ؛ لأنَّه يشترطُ في حلِّ صيدِ الجارِحةِ أنْ تكونَ مُرسلةً بإرْسالِ صاحِبِها.
          وهذا الحديثُ ذكَرهُ البُخاريُّ في باب: تفسير المشتبهات منْ كتابِ البُيُوعِ.


[1] قوله: «إلى آخره» زيادة من الأصل وسقطت من «م».
[2] كذا في الأصل، وفي بعض النُّسخ و«م»: محدد.