حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: كان النبي إذا اشتد البرد بكر بالصلاة

          51- قوله: (بَكَّرَ بِالصَّلَاةِ) [خ¦906] أي: صلَّاها في أوَّلِ وَقْتِها.
          قوله: (أَبْرَدَ بِالصَّلَاةِ) أي: أخَّرَها عن أوَّل الوقْتِ.
          قوله: (يَعْنِي: الجُمُعَةَ).
          هذا من قولِ الرَّاوي مُدْرَجٌ منْه في الحديث، فالجمُعةُ يسنّ الإبْرادُ بها بطريقِ القِياس على الظُّهر لا بطريق(1) النَّصِّ؛ لأنَّ قولَه (يَعْني: الجُمُعَةَ) من كلام خالدِ بنِ دِيْنارٍ، بَيَّن به المرادَ من الصَّلاة، فهو اجتهادٌ منَ التَّابعيِّ؛ إذْ غايةُ ما قالَه أَنسٌ (بَكَّرَ بِالصَّلَاةِ) و(أَبْرَدَ بِالصَّلَاةِ) ولم يبيِّنها، فبيَّنها خالدٌ باجتهادِه.
          وقال البخاريُّ في هذا الحديث: قالَ يوْنسُ بنُ بُكَيْرٍ: أخْبَرَنا أبو خَلْدَةَ وقال: «بِالصَّلَاةِ»، ولم يذْكُرِ «الجُمُعَةَ». انتهى.
          وهذا يدلُّ على أنَّ قولَه (يَعْنِي: الجُمُعَةَ) مُدْرَجٌ من الرَّاوي.
          وهذا الحديثُ ذكَره البخاريُّ في باب: إذا اشْتدَّ الحرُّ يوم الجُمعةِ.


[1] قوله: «القياس على الظهر لا بطريق» زيادة من «ز1»، وسقطت من «م».