حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة

          49- قوله: (حِيْنَ يَنْصَرِفُ) [خ¦841] أي: يخرجُ النَّاسُ مِن الصَّلاةِ بالسَّلام.
          قوله: (كَانَ على عَهْدِ) أي: على زَمَن رسولِ الله صلعم.
          وفي رِوايةٍ: «على عَهْدِ النَّبيِّ صلعم».
          وهذا الحديثُ يدلُّ على أنَّ الصَّحابةَ جهروا بالذِّكْرِ بعد الصَّلاة، لكن في بعض الأوْقاتِ لأجْلِ تعليم النَّاسِ صِفة الذِّكْر، لا أنَّهم داوَمُوا على الجهريَّة(1)، فالإمامُ والمأمومُ ينْبغي لهُما الآن إخفاءُ الذِّكْر، إلَّا إذا احتيجَ للتَّعليم، فالأَوْلى الجهرُ بِه.
          فائدةٌ:
          من الأذْكارِ المطلوبة بعد صلاة الصُّبْح: «أَشهدُ أنْ لا إله إلَّا الله وَحْدَه لا شَرِيك لَه، إلهاً(2) واحِداً صَمَداً، لم يتَّخذ صاحِبةً ولا وَلَداً، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} .
          مَن قالَه بعْدَ صلاةِ الصُّبْحِ مرَّةً، كُتِبَتْ لهُ أربعون ألْف حَسَنةً».
          ووردَ(3): «مَنْ قرأَ دُبر كُلِّ صلاةٍ مكْتُوبةٍ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1] عشر مرَّاتٍ(4)، أوْجبَ اللهُ له رِضْوانه ومَغْفِرته.
          وفي رِوايةٍ: «أنه يَدْخُلُ مِنْ أيِّ أبوابِ الجنَّةِ الثَّمانية شَاء»(5).
          ووردَ(6): «مَنْ قالَ إحْدى عشرة مَرَّةً: لا إله إلَّا الله وَحْدَه لا شرِيْكَ لهُ، أحَداً صَمَداً، لم يَلِد ولم يُولَد، ولم يكُن له كُفُواً أحد، كتبَ اللهُ لَه ألْفَي ألْف حَسَنةً».
          وهذا لا يتقيِّد بوقْتٍ.
          وهذا الحديثُ ذكَره البخاريُّ في باب: الذِّكْر بعد الصَّلاةِ المكْتوبة.


[1] كذا في الأصل، وفي «م»: الجهر به.
[2] أبو نعيم في معرفة الصحابة 1213 بهذا اللفظ... وبزيادة: «أحداً صمداً» الترمذي برقم 3473 وأحمد 16993.
[3] عزاه السيوطي في جامع الأحاديث 23471 لابن النجار.
[4] قوله: «عشر مرات» زيادة من الأصل، وفي «م»: إحدى عشرة مرة.
[5] أخرجه أبو يعلى في «مسنده» ░1794▒.
[6] أورده صاحب الكنز 3874، وعزاه لعبد بن حميد في مسنده ولابن عساكر وأبي نعيم في الحلية.