حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: ما صليت وراء إمام قط أخف صلاةً ولا أتم من النبي

          42- قوله: (يَقُوْلُ) [خ¦708] أي: أنسُ بنُ مالكٍ.
          قوله: (أَخَفَّ) صفةٌ ﻟ (إمَامٍ)، فهو مجرورٌ بفتحةٍ نيابةً عن الكَسْرة لمنعِه مِن الصَّرْف للوصفيَّة ووزْنِ الفِعْلِ.
          وقولُه: (صَلَاةً) منصوبٌ على التَّمييز لأفعل التَّفضيلِ وهو (أَخَفَّ).
          وقوله: (وَلَا أَتَمَّ) معطوفٌ على (أَخَفَّ).
          وقوله: (وَإنْ كَانَ).
          (إنْ) مخفَّفةٌ مِن الثَّقيلة، واسمُها ضميرُ الشَّأن، وجملةُ (كَانَ...) إلى آخرِه في محلِّ نَصْب خبرها.
          قوله: (فَيُخَفِّفُ).
          بَيَّنَ مُسلمٌ [191/470] في رِوايةِ ثابِتٍ، عَن أَنسٍ محلَّ التَّخفيف، ولفْظه: «فَيَقْرَأُ بِالسُّوْرةِ القَصِيْرةِ».
          وبيَّن ابنُ أبي شَيْبةَ [4714] مِن طريق عبد الرَّحمن بنِ سابِطٍ مقْدارَها، ولفْظُه: «إنَّه صلعم قرأَ في الرَّكْعة الأُولى سُورةً طوِيلةً، أي: نحو ستِّين آيةً، فسمعَ بكاءَ صَبِيٍّ، فقرأَ في الثَّانية ثلاث آياتٍ».
          وهذا مُرْسَلٌ.
          قوله: (مَخَافَةَ) منْصوبٌ على التَّعليل.
          وقولُه: (أنْ تُفْتَنَ) بضمِّ التَّاء الفوقيَّة، مَبْنيّاً للمجْهول، و(أُمُّهُ) بالرَّفْع نائب فاعلٍ.
          وفي رِوايةٍ: «أنْ يَفْتِنَ» بفتح الياءِ التَّحتيَّة، مبنياً للفاعل، ﻓ (أُمَّه) بالنَّصْب على المفعولية ﻟ (يَفْتِنَ)، والفاعل ضميرٌ عائدٌ على النَّبيِّ صلعم، أي: أن يكون سبباً في وُقوع أُمِّ الصَّبيِّ في الفِتْنة.
          ومعنى (تُفْتَنَ) تلْتهي عن صلاتِها، لاشْتغالِ قَلْبِها ببكاءِ الصَّبيِّ.
          وزادَ عبد الرَّزَّاقِ من مُرْسَلِ عَطاءٍ: «أوْ تَتْرُكَه فيَضِيْعَ»(1)؛ وذلك لأنَّ النِّساءَ كُنَّ يُصلين خلْفَ النَّبيِّ صلعم.
          وهذا الحديثُ ذَكَره البخاريُّ في باب: من أخف الصَّلاة عِنْد بكاءِ الصَّبيِّ.


[1] 3722 وليس فيه هذا الحرف.