حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدًا نادى جبريل...

          290- قوله: (إذا أَحَبَّ عَبْداً...) [خ¦7485] إلى آخرِه.
          قالَ العُلماءُ: محبَّةُ الله لعَبْدِه إرادتُه الخيْر له وإنعامُه عليه، وأمَّا حبُّ جِبْريل والملائكة فيحتملُ وجهَين:
          أحدهما: استغفارُهُم له وثناؤهُم عليه ودعاؤهُمْ له.
          والثَّاني: إنَّه على ظاهرِه المعْروف منَ الخلْقِ، وهُو مَيْلُ القَلْبِ واشْتياقُهم إلى لِقائِه، وسببُ ذلك كَوْنه مُطيْعاً لله مَحبوْباً لَه.
          قَوله: (نَادَى جِبْرِيْلَ) بالنَّصْبِ على المفْعوليَّة، والفاعلُ ضَميرٌ مُستتِرٌ عائدٌ على الله تعالى.
          قولُه: (إنَّ اللهَ) فيْه التِفاتٌ منَ الإضْمارِ إلى الإظْهارِ، فكان مُقتضى الظَّاهرِ أنْ يقالَ: إنِّي.
          قوْله: (فَأَحِبَّهُ) بفَتْح الهمْزة، وكسرِ الحاءِ، وفَتْحِ الموحَّدةِ.
          قوله: (ثُمَّ يُنَادِي) بكَسْرِ الدَّالِ.
          وقوله: (جِبْرِيْلَ) بالرَّفْعِ على الفاعِليَّة، ونِداؤُه بأمْرٍ مِنَ الله تعالى.
          قولُه: (وَيُوْضَعُ لَهُ القَبُوْلُ في أهْلِ الأَرْضِ) أي: يُوضَع له الحبُّ في قُلُوبِ النَّاسِ ورِضاهُم عنْه قالَ تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم:96]، أي: يحبّهم ويحببهم للنَّاسِ فمَحبَّة الأَوْلياءِ والعُلماءِ والصَّالحين ناشئةٌ عنْ محبَّةِ الله ╡.
          وهذا الحديثُ ذَكَره البُخاريُّ في باب: كلام الرَّبِّ مَع جِبْريلَ.