حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: أذن في قومك يوم عاشوراء أن من أكل فليتم بقية يومه

          285- قولُه: (لِرَجُلٍ) [خ¦7265] اسمُه هِنْدُ بنُ أسْماءِ بنِ حارِثَةَ.
          وقوله: (مِنْ أَسْلَمَ) اسمُ قَبِيلةٍ.
          قوله: (أَذِّنْ فِي قَوْمِكَ) أي: أعلمْهُم.
          وقوله: (أَوْ: فِي النَّاسِ) شكٌّ من الرَّاوي.
          وقوله: (يَوْمَ) مُتعلِّقٌ ﺑ (أَذِّنْ).
          وقوله: (عَاشُوْرَاءَ) بالمَدِّ.
          وقوله: (أَنَّ مَنْ أَكَلَ) أي: بأنَّ مَن أكلَ، أيْ: في أوَّلِ اليوْم.
          وقوله: (فَلْيُتِمَّ) أي: فليُمسك عنِ المفطر حُرمةً لليوم.
          وقوله: (فَلْيَصُمْ) أي: فلْيَنْو الصَّوْم نَهاراً، وكانوا يعتقدونَ أنَّ الصَّوْمَ واجِبٌ عليهم، وأُخِذَ مِن ذلك أنَّ النِّيَّةَ تكْفي في النَّفْلِ نهاراً.
          والحاصلُ: إنَّ النَّبيَّ صلعم لمَّا دخَلَ / المديْنةَ وجَدَ اليَهُودَ صائمين يوم عاشُوراءَ، فسألهم عنْه، أي: عن صَوْمِه فقالوا: هذا اليومُ الذي نجَّى اللهُ فيه مُوسى وأغْرقَ فِرْعَون.
          فقالَ صلعم: «أنا أحَقُّ بمُوسى مِنْكُمْ» [خ¦2004] [خ¦4680]، فصامَه النَّبيُّ صلعم وأمَرَ بصِيامِه.
          وما ذُكر في الحديث يدُلُّ على أنَّ صيامَه كان واجباً قبلَ ذلك، فنُسخ وصارَ مُستحبّاً.
          وهذا الحديثُ ذكرَه البُخاريُّ في باب: مَن كانَ يبعث النَّبيُّ صلعم منَ الأُمراء أو الرُّسل واحداً بَعْد واحدٍ.