حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث أبي جحيفة: رأيت بلالًا جاء بعنزة فركزها

          229- قوله: (عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ) [خ¦5786] بضمِّ الجيْمِ، وفَتْح الحاءِ المُهْملة، واسمُه وَهْبُ بنُ عَبْدِ الله.
          قولُه: (قَالَ: فَرَأَيْتُ) كذا للأكْثر، وهو معطوفٌ على جُمَلٍ من الحديْث، فإنَّ أوَّلَه: «رَأَيْتُ رَسُوْلَ الله صلعم في قُبَّةٍ حَمْراء مِنْ أَدَمٍ...» الحديثَ، وفيه: «ثُمَّ رَأَيْتُ بِلَالاً...» إلى آخرِه.
          ولأبي ذَرٍّ: «رَأَيْتُ».
          قوله: (بِعَنَزَةٍ) بفَتْح العَيْن المُهملة والنُّون والزَّاي، أطْولُ منَ العَصَا وأقْصرُ منَ الرُّمْحِ، فيها زُجٌّ كَزُجِّ الرُّمْحِ.
          قوله: (فَرَكَزَهَا) أيْ: غرَزَها في الأرضِ، و بابُه نَصَرَ.
          قوله: (حُلَّةٍ) بضمِّ الحاءِ، وتشديد اللَّام، إزارٌ وَرِدَاءٌ بُرْدٌ أوْ غيره، ولا تكون حُلَّة إلَّا من ثَوْبَيْن، أو ثَوْبٍ لَه بِطانةٌ، والجمْعُ حُلَلٌ وحِلَالٌ.
          قوله: (مُشَمِّراً) أي: خرجَ في حال كونه مُشمِّراً، أي رافِعاً أسفل الحُلَّةِ عن ساقَيْه، فالنَّهْيُ عن كفِّ الثَّواب في الصَّلاة محلُّه في غير ذَيْلِ الإزارِ.
          كذا قيل!
          والذي يظهرُ أنَّ التَّشمير لم يكُن في حالة الصَّلاةِ، بلْ في حالِ الخُروجِ.
          قوله: (مِنْ وَرَاءِ العَنَزَةِ) أي: فوقها من جهة القِبْلَةِ.
          وهذا الحديثُ ذَكَره البخاريُّ في باب: التَّشْمير في الثِّيابِ.