حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: حجي واشترطي قولي: اللهم محلي حيث حبستني

          205- قولُه: (على ضُبَاعَةَ) [خ¦5089] بضمِّ الضَّادِ المعجمة، وفَتْح الموحَّدة المخفَّفة.
          قوله: (بِنْتِ الزَّبَيْرِ) بفَتْح الزَّاي، كَأَمِيْر، وقيلَ: بضمِّها، وهُو ابنُ عَبْدِ المُطَّلِب، فهيَ هاشِميَّةٌ وبِنْتُ عَمِّ النَّبيِّ صلعم، وعَبْدُ المطَّلب جَدُّها.
          قوله: (وَالله لا أَجِدُنِي) ولأَبي ذَرٍّ: «مَا أَجِدُني»، أي: أجِدُ نَفْسي.
          و(أَجِدُ) فِعْلٌ مُضارعٌ، وفاعلُه ضَميرُ المتكلِّم وهو (ضُباعَةَ)، والياءُ مفعولٌ عائدٌ على (ضُباعةَ) أيضاً، واتِّحادُ الفاعِل والمفْعولِ _مَع كوْنهما ضَميرَيْن لشيءٍ واحدٍ_ مِنْ خصائص أفْعالِ القُلوبِ.
          وقولُه: (إلَّا وَجِعَةً) بفَتْح الواوِ، وكسرِ الجيْم، أي: ذاتُ مَرَضٍ، مفعولٌ ثانٍ ﻟ (أَجِدُ).
          قوله: (فَقَالَ لَهَا) أي: فقالَ النَّبيُّ صلعم لضُباعَةَ.
          قوله: (وَاشْتَرِطِي) أي: أنَّكِ حيثُ عجزتِ عنِ الإتيانِ بالمَناسِكِ واحتبسْتِ عنْها بسبب قُوَّة المرَضِ تحلَّلتِ.
          قوله: (وَقُوْلِي) عَطْفٌ على (اشْتَرِطِي)، مِن قَبِيلِ عَطْفِ التَّفْسير.
          وفي رِوايةٍ: «قُوْلِي»، بدونِ واوٍ قَبْل القافِ، وعَليْها فهو بَدَلٌ مِن (اشْتَرِطِي).
          قوله: (مَحِلِّي) بفَتْح الميْم، وكسر الحاءِ.
          ولأبي ذَرٍّ بفَتْحهما معاً، أي: مكان تَحلُّلي منَ الإحْرام.
          قوله: (حَبَسْتَنِي) بفَتْحِ الحاءِ والباءِ الموحَّدة المخفَّفة، وسكونِ السِّين المهملة، وفتح المثنَّاةِ الفوقيَّة، خطابٌ لله تعالى، أي: مَنعْتَني في محِلِّي عن النُّسُكِ بعلَّة المرضِ.
          كذا الرِّواية.
          ويصحُّ فَتْحُ السِّيْن وسُكونُ التَّاءِ، والضَّميرُ عائدٌ على العِلَّة، لكنَّه مُخالفٌ للرِّوايةِ.
          قوله: (وَكَانَتْ) أي: ضُباعةُ.
          وقوله: (المِقْدَادِ) هُو ابنُ عَمْرِو بنِ / ثَعْلَبةَ بنِ مالكٍ الكِنْديُّ، ونُسب إلى الأسودِ بنِ عَبْد يغوث بن وَهْبِ بن عَبْدِ مَنافِ بنِ زهرةَ لكَونه تبنَّاهُ، وكان مِن حُلَفاءِ قُريش، وتزوَّجَ ضُباعةَ وهيَ هاشميَّة.
          فَفيه أنَّ النَّسَبَ لا يعتبر في الكفاءة، وإلَّا لما جازَ له أن يتزوَّجَها؛ لأنَّها فوقَه في النَّسَبِ، ومَن ذهَبَ إلى اعتبارِه، أجابَ بأنَّها هي وأولياؤها أسقَطوا حقَّهم من الكفاءة.
          ولفظُ (ابن) في قولِه: (ابنِ الأَسْوَدِ) يُكْتب بألِفٍ؛ لأنَّ شَرْطَ إسقاطِها وُقوعُها بين عَلَمَيْن، وأنْ يكونَ الثَّاني أَباً للأوَّلِ حقيقةً، وهذا ليسَ كذلك، لما علِمنا مِن أنَّ المِقْدادَ بنَ عَمْرٍو لا ابنَ الأَسْودِ.
          وهذا الحديثُ ذكَره البخاريُّ في باب: الأكْفاء في الدِّيْن.