حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: فصم يومًا وأفطر يومًا وذلك صيام داود

          183- قولُه: (عَمْرٍو) [خ¦3418] بفَتْح العَين المهْمَلة، أي: ابن العاصِي.
          قوْله: (أُخْبِرَ) بضمِّ الهمْزة، وكسرِ الباءِ الموحَّدة.
          قوله: (وَلَأَقُوْمَنَّ اللَّيْلَ) أي: بالصَّلاة.
          قوله: (مَا عِشْتُ) أي: مدَّة مَعيْشتي وحَياتي.
          قوله: (قُلْتُ: قَدْ قُلْتُهُ) هو منْ كلامِ عبدِ الله بنِ عَمْرٍو.
          وفي رِوايةٍ للبُخاريِّ في الصِّيام [خ¦1976]، مِن طريق أبي اليَمان، عَن / شُعيْبٍ، عنِ الزُّهْريِّ زِيادة: «بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي»، قبلَ قولِه: «قَدْ قُلْتُهُ».
          قوله: (لا تَسْتَطِيْعُ ذلِكَ) أي: لا تَقْدِر على الذي قُلْته منْ صِيام النَّهارِ وقِيام اللَّيلِ، لحصولِ المشقَّة.
          قوله: (وَأَفْطِرْ) بقطْع الهمْزة.
          وقوله: (وَقُمْ) أي: مُتهجِّداً في بعض اللَّيل.
          وقوله: (وَنَمْ) أي: في البعضِ الآخَر.
          قوله: (ثَلَاثَةَ أيَّامٍ) لم يعيِّنْها لَه النَّبيُّ صلعم، فَتَصْدُق بثلاثةٍ منْ أوَّلِ الشَّهْرِ ووَسطه وآخِره، سواءٌ كانتْ مُتَواليةً أو مُتفرِّقةً.
          قوله: (فَإنَّ الحَسَنَةَ...) إلى آخرِه.
          تعليلٌ لمحذوْفٍ، والتَّقديرُ: إنْ صُمْتَ ذلك فقد صُمْتَ الشَّهْرَ كُلَّه.
          قوله: (وَذلِكَ) أي: صيامُ الثَّلاثة مِن كُلِّ شَهْرٍ، وهو على حذفِ مُضافٍ، أي: وثوابُ ذلك مثل صِيام، أي: مثل ثواب صِيامِ الدَّهْرِ.
          قوله: (أَفْضَلَ) أي: أكثر وأزيْد.
          وقوله: (مِنْ ذلِكَ) أي: مِن صيام ثلاثة أيَّامٍ منْ كلِّ شَهْرٍ.
          قوله: (قَالَ) أي: النَّبيُّ صلعم.
          قوله: (أَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ) أي: صيام يَوْمٍ وإفْطارُ يومَيْن.
          قوله: (وَذلِكَ) أي: صيامُ يَومٍ وإفْطارُ يَومٍ.
          قوله: (وَهُوَ أَعْدَلُ الصِّيَامِ) كذا في رِوايةِ أبوَي ذَرٍّ والوَقْتِ والأَصِيْليِّ وابنِ عَساكِرَ.
          وفي رِوايةِ غيرِهِم: «عَدْلُ الصِّيَامِ»، بفَتْح العين، وسكون الدَّالِ المهملة.
          وفي روايةٍ للبخاريِّ في الصِّيام: «وَهُوَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ» [خ¦1976].
          قوله: (لا أَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ) أي: بالنِّسْبة لَك؛ وذلك لما عَلِمَ المصطفى صلعم مِن حالِه أنَّه إذا فعلَ أكثر ضعُفٍ عنِ الفرائض والقيامِ بالحقوقِ التي عَلَيْه.
          والذي عليْه المحقِّقون: أنَّ صَوْمَ داوُد أفضلُ مِن صَوْم الدَّهْرِ لما فيه من المشقَّة، وأفضلُ العِبادة أشقُّها، بخلاف صَوْم الدَّهْرِ، فإنَّ الطَّبيْعةَ تعتادُه فيسهل عليها.
          وليس كلُّ عَمَلٍ صالحٍ إذا زادَ منه العَبْدُ ازدادَ تقرُّباً من رَبِّه، بلْ رُبَّ عمَلٍ صالحٍ إذا زادَ منه كثرةً ازدادَ بُعْداً، كالصَّلاة في الأوقاتِ المكْرُوهةِ.
          وهذا الحديثُ ذكَره البخاريُّ في باب: قَول الله تعالى: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء:163].