حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد

          166- قولُه: (يَعْقِدُ) [خ¦3269] بفَتْح أوَّله، مِن باب ضَرَبَ، كما في «المُخْتار».
          أي: يَرْبِطُ، ولعلَّ هذا العَقْدَ مَعنَويٌّ.
          قوله: (الشَّيْطَانُ) أي: إبْليْسُ، أو أَحدُ أعْوانِه.
          قوله: (قَافِيَةِ) هي مؤخَّر العُنُق، وهو القَفَا.
          وقوله: (إذَا هُوَ) مُتعلِّقٌ ﺑ (يَعْقِدُ).
          قولُه: (يَضْرِبُ على كُلِّ عُقْدَةٍ) أي: يحجبُ الحِسَّ والإدْراكَ عنِ النَّائم حتَّى لا يستيقِظ.
          وقوله: (مَكَانَهَا) بالنَّصْب على الظَّرفيَّة، أي: في مكانها، أي: القافية.
          قوله: (عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيْلٌ) أي: قائلاً: باقٍ عليكَ ليْلٌ طَويلٌ، ﻓ (لَيْلٌ) خبرٌ لمبتدإ محذوفٍ.
          أو (لَيْلٌ) مبتدأٌ و(عَلَيْكَ) خَبَرٌ مقدَّمٌ.
          أوْ (عَلَيْكَ) إغراءٌ، والتَّقدير: عليك بالنَّوْم.
          وقوله: (لَيْلٌ طَوِيْلٌ) مبتدأٌ، خبرُه محذوفٌ، تقديرُه: أمامَكَ ليْلٌ طوِيلٌ.
          فالكلامُ جُملتانِ، والجمْلةُ الثَّانية مستأنفةٌ تعليلٌ للأُولى.
          قوله: (انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ) أي: واحدةٌ من الثَّلاث.
          وقوله: (انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ) أي: ثانيةٌ.
          قوله: (فإنْ صَلَّى) أي: فَرْضاً أو نَفْلاً، فلو نامَ متمكِّناً ثمَّ انْتبَه فصلَّى ولم يذكر ولم يتوضَّأ (انْحَلَّتْ عُقَدُه) الثَّلاثُ؛ لأنَّ الصَّلاةَ مُستلزمةٌ للوضوءِ والذِّكْر.
          قوله: (فًأَصْبَحَ نَشِيْطاً) أي: لما وفَّقه اللهُ تعالى من وظائف الطَّاعة، خالِصاً من عُقَدِ الشَّيطان.
          قوله: (وَإلَّا) أي: بأنْ لم يفعلِ الثَّلاث المذْكورةَ.
          وهذا الحديثُ ذَكَره البخاريُّ في باب: صِفة إبْليس وجُنودِه.