حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغبة أفأصلها ؟

          157- قوله: (عَنْ أَسْمَاءَ) [خ¦3183] هي أُختُ عائشةَ لأَبِيها أبي بَكْرٍ، لا لأُمِّها.
          قوله: (ابْنَةِ) ولأبي ذَرٍّ وابنِ عَساكرَ: «بِنْتِ».
          قوله: (قَدِمَتْ): / بكسرِ الدَّالِ، وسُكون التَّاءِ.
          و(عَلَيَّ) جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ ﺑ (قَدِمَتْ)، و(أُمِّي) فاعلُ (قَدِمَتْ) واسمُها قَيْلَةُ، أي: أتتْ لي وحضرت عِنْدي أُمِّي وهي بنتُ الحارِثِ بنِ مُدْرِكٍ؛ كما قالَ الزُّبير بنُ بكَّارٍ.
          قوله: (وَهِيَ مُشْرِكَةٌ) جملةٌ حاليَّةٌ من (أُمِّي).
          قوله: (في عَهْدِ قُرَيْشٍ) مُتعلِّقٌ ﺑ (قَدِمَتْ)، أي: في مُعاهدَتِهم للنَّبيِّ صلعم في تَرْكِ القِتالِ.
          قوله: (إذْ عَاهَدُوْا) علَّةٌ لقولِه (عَهْدِ قُرَيْشٍ)؛ لأنَّهم (عاهَدُوا رَسُوْلَ الله صلعم)، أي: اتَّفقوا معَه على تَرْكِ القِتال يوم الحُدَيْبيَةِ.
          قوله: (وَمُدَّتِهِمْ) أي: التي كانت معيَّنةً للصُّلْح بينَهم وبينه ╕، وهو بالجرِّ عطْفاً على (عَهْدِ)، أي: وفي مُدَّتِهم أي: زَمَنِهم، أي: زمن عَهْدِهِم.
          فَفيه إشارةٌ إلى تقديرِ مُضافٍ في الأوَّل، فقولُه: (في عَهْدِ قُرَيْشٍ)، أي: في مدَّة عَهْدِ قُريشٍ.
          قوله: (مَعَ أَبِيْهَا) متعلِّقٌ ﺑ (قَدِمَتْ)، أي: قدمَتْ أُمُّ أسماءَ (مَعَ أَبِيها)، أي: أَبي أُمِّ أسماءَ واسمُه الحارِثُ؛ كما تقدَّم نقْلُه عنِ الزُّبيْر بنِ بَكَّارٍ، فهُو جدُّ أَسماء مِن جهَة أُمِّها.
          قوله: (فَاسْتَفْتَتْ) بتاءِ التَّأنيث السَّاكِنة، فاعِلُه ضميرٌ عائدٌ على (أَسْمَاءَ)، أي: قالَ عُرْوةُ بنُ الزُّبير الرَّاوي عنها: (فَاسْتَفْتَتْ)، أي: سألَتِ النَّبيَّ صلعم وطلبتْ منه جوابَ السُّؤالِ.
          وقولُه: (فَقَالَتْ) عطْفٌ على (اسْتَفْتَتْ).
          ولأبي ذَرٍّ، عنِ الحَمُّوْييِّ والمُسْتَمْلِيِّ: «فَاسْتَفْتَيْتُ»، بزِيادة تحتيَّةٍ بين الفَوقيَّتَين (رَسُوْلَ الله صلعم، فَقُلْتُ) وبضمير المتكلِّم في الفِعْلين العائد على (أَسْمَاءَ)، وهو معطوفٌ على (قَدِمَتْ)، أي: قالَتْ: قَدِمَتْ عليَّ أُمِّي، وقالتْ أيضاً: فاسْتفتَيتُ فَقُلْتُ.
          فهُو منْ كلامِ أَسْمَاءَ.
          قوله: (وَهِيَ رَاغِبَةٌ) أي: في أنْ تأخذَ منِّي بعضَ المالِ، أوْ راغِبةٌ في الإسلامِ.
          قوله: (أَفَأَصِلُهَا) بهمْزة الاستفهام.
          ولأبي ذَرٍّ: «فَأَصِلها»، بحذفِها، أي: أَفأَعطيها.
          قوله: (قَالَ) أي: النَّبيُّ صلعم.
          قوله: (صِلِيْهَا) أي: أعطيها.
          وفي الحديثِ دلالةٌ على جوازِ صِلَةِ الرَّحِم الكافر.
          وهذا الحدِيث ذكَرهُ البخاريُّ في باب: حدَّثنا عَبْدَانُ(1)، أَخْبَرَنا أَبو حَمْزَةَ.


[1] كذا في «ز2» و«م»، وبباقي النُّسخ: عبيدان.