حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث أنس: أن رسول الله دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر

          151- قَوله: (دَخَلَ) [خ¦3044] أي: مكَّة.
          وقولُه: (عَامَ الفَتْحِ) أي: فَتْح مكَّة، وكان سنةَ ثمانٍ من الهِجْرة.
          قوله: (وَعلى رَأْسِهِ المِغْفَرُ) جملةٌ حاليَّةٌ من فاعِل (دَخَلَ).
          و(المِغْفَرُ) بكَسر الميْم، وسُكُون / الغَيْن المُعجَمة، وبعد الفاءِ المفتوحة راءٌ: زَرَدٌ يُنْسَجُ منَ الدُّرُوع على قَدْرِ الرَّأْسِ، يُلْبَسُ تَحْتَ القَلَنْسُوةِ.
          قولُه: (جَاءَ رَجُلٌ) هو أَبو بَرْزَةَ الأَسْلَميُّ.
          قوله: (ابنَ خَطَلٍ) بفَتْح الخاءِ المُعجَمة والطَّاءِ المُهمَلة، آخرُه لامٌ، اسمُه عبدُ الله، أو عبدُ العُزَّى.
          قوله: (اقْتُلُوْهُ) أي: لأنَّه ارتدَّ عنِ الإسلامِ وقتَلَ مُسلماً كان يخدمه، وكان يهجو النَّبيَّ صلعم وله قَيْنَتانِ تُغنِّيان بهجاءِ المسلمين، فابتدرَه سعِيدُ بنُ حُريْثٍ وأَبو بَرْزةَ، أوِ الزُّبيْر ابنُ العَوَّام، أو سَعْدُ بن ذُؤَيْبٍ، أو تعاوَنوا كلُّهم على قَتْلِه.
          وهذا مخصِّصٌ لقولِه ╕: «مَنْ دَخَلَ المسْجِدَ فهُو آمِنٌ».
          وفيه جوازُ إقامةِ الحدِّ والقصاصِ بمكَّة، خلافاً لأبي حنيفةَ.
          وتأوَّل الحديث بأنَّه قتلَ ابنَ خَطَلٍ في السَّاعة التي أُبِيحَت له.
          وأجابَ أصحابُنا بأنَّها إنَّما أُبيحت ساعة الدُّخول حين استولى عليها، وإنَّما قتل ابن خَطَلٍ بعد ذلك؛ لأنَّه وقعَ بعد نزع المِغْفَرِ.
          وهذا الحديثُ ذكَره البخاريُّ في باب: قَتْل الأَسِيْر وقَتْل الصَّبْرِ.