حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس

          144- قوله: (كُلُّ سُلَامَى) [خ¦2989] بضمِّ السِّين المهملة، وتخفيفِ اللَّام، وفتح الميْمِ، مقْصوراً، أي: أُنْمُلَةٌ من أَنامِلِ الأصابعِ.
          وقيل: كلُّ عَظْمٍ مُجوَّفٍ صَغيرٍ.
          وقيل: المَفْصِلُ؛ فقد خُلقَ الإنسان على ثلاث مئةٍ وستِّين مَفْصِلاً، عليه أنْ يتَصدَّقَ عن كُلِّ مَفْصِلٍ بصَدَقةٍ شُكْراً لله على سَلامتِها، بأنْ جعلَ لعِظامِه مَفاصِل يتمكَّن بها من القَبْض والبَسْطِ، ويقومُ مقامَ الصَّدقة عَنْها أنْ يُصلِّي رَكْعَتَي الضُّحى، سواءٌ كان قادِراً على الصَّدقة عَن كُلِّ واحدٍ، أوْ عاجِزاً.
          وخصَّت بالذِّكْر لما في التَّصرُّف بها من دقائق الصَّنائعِ التي اختصَّ بها الآدميُّ.
          و(كُلُّ سُلَامَى) مبتدأٌ ومُضافٌ إليه، واحدُه وجمعُه سواءٌ.
          وقيل: جمعُه سُلَامَيَاتٌ.
          قوله: (مِنَ النَّاسِ) صفةٌ ﻟ (سُلَامَى).
          قوله: (عَلَيْهِ صَدَقَةٌ) جمْلةٌ مِن مبتدإ وخَبَر في محلِّ رَفْع خَبَرِ (كُلُّ).
          فإن قلْتَ: كان القياس أنْ يقول: عليها، لأنَّ السُّلَامَى مُؤنَّثةٌ!؟
          أُجيبَ بأنَّه جاء على وَفْقِ لفظِ (كُلُّ)، أو أنه ضَمَّن لفظ (سُلَامَى) معنى العَظْم أو المَفْصِل، وأعادَ الضَّميرَ (عَلَيْهِ) كذلك.
          قوله: (كُلَّ يَوْمٍ) هو بنَصْب (كُلَّ) على الظَّرْفيَّة، وهو متعلِّقٌ ﺑ (صَدَقَةٌ).
          قولُه: (تَطْلُعُ فِيْهِ الشَّمْسُ) الجملةُ في محلِّ جرٍّ صِفةٌ ﻟ (يَوْمٍ).
          قوله: (يَعْدِلُ) أي: الشَّخْص المُسلم، أي: يصلح أو يحكم بالعدل، و(يَعْدِلُ) في تأْويل مَصْدَر مبتدأ على حدِّ: تَسْمَعُ بِالمُعيْديِّ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَراهُ.
          وقوله: (صَدَقَةٌ) خبَرٌ، والتَّقديرُ: / عدلك صدقةٌ.
          قوله: (وَيُعِيْنُ) أي: المسلم المكلّف، أي: يُساعد.
          قوله: (فيَحْمِلُ عَلَيْهَا) بفتْح المثنَّاة التَّحتيَّة، وسكونِ الحاءِ المهملة، وضميرُ (يَحْمِلُ) المستتر عائدٌ على المسلم، ومفعولُه محذوفٌ، والتَّقدير: فيحمل الرَّاكب.
          قوله: (أَوْ يَرْفَعُ) أي: المسلم، وهو معطوفٌ على (يَحْمِلُ)، فالإعانةُ بأحد الأمرَين، و(أَوْ) للشَّكِّ من الرَّاوي، أو للتَّنويع.
          قوله: (وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبةُ) وذلك كـ : السَّلام، أو كيف حالكم، أو رزقكُم اللهُ العافيةَ.
          قوله: (وَكُلُّ خَطْوَةٍ) بفَتْح الخاءِ المعجمة.
          وفي رِوايةٍ بضَمِّها.
          قوله: (يَخْطُوْهَا إلى الصَّلَاةِ) ومثلُها كلُّ طاعةٍ.
          قوله: (وَيُمِيْطُ الأَذَى) أي: من شَوْكٍ وحَجَرٍ، ومِن الأذى المكَّاسُون.
          وإماطةُ الأذى أدْنى شُعب الإيمانِ، وأعْلاها لا إله إلَّا الله، فيسنّ الجمْع بينهما ليكون آتياً بالأدْنى والأعلى.
          وهذا الحديثُ ذكَره البُخاريُّ في باب: مَنْ أَخَذَ بالرِّكابِ وغَيره.