حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث عائشة: دخل علي رسول الله وعندي جاريتان تغنيان..

          138- قوله: (كَانَ يَوْمَ عِيْدٍ) [خ¦2907] بنَصْب (يَوْمَ) على أنَّه خَبَر (كَانَ) مقدَّمٌ، وجملةُ (يَلْعَبُ السُّوْدَانُ(1)) اسمُها مُؤخَّرٌ.
          وبرفْعِه على أنَّه اسمُها، وجملة (يَلْعَبُ السُّوْدَانُ(2)) خَبَرها.
          وعبارةُ البُخاريِّ، عَن عائشةَ: دخَلَ رسوْلُ الله صلعم وعِنْدي جارِيَتانِ تُغنِّيانِ بِغِناءِ بُعَاثَ، فاضْطَجَعَ على الفِراشِ، وحَوَّلَ وَجْهَه، فدخَلَ أبو بكْرٍ فانْتَهَرَنِي وقال: مِزْمَارَةُ الشَّيْطانِ عِنْد / رسُولِ الله صلعم! فأقْبلَ علَيْه رَسولُ الله صلعم، فقال: «دَعْهُما».
          فلمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُما فَخَرَجَتَا، وكان يَوْمَ عِيْدٍ... إلى آخرِه.
          وقوله: (بُعَاثَ) اسمُ حصنٍ كان عِنْده وقعةٌ بين الأَوْس والخزْرَجِ قبل الهِجْرة بثلاث سنين، وكان كلٌّ من الفريقَين ينشد الشِّعْر بمفاخر نفسِه.
          وقولها: (وَحَوَّلَ وَجْهَهُ) أي: للإعْراضِ عن ذلك، لكن عدم إنكارِه يدلُّ على تسويغ مثلِه على الوَجْه الذي أقرَّه.
          وقولها: (فَانْتَهَرَنِي) أي: لتقريرها لهما على الغِناءِ.
          وقوله: (مِزْمارَةُ الشَّيْطانِ) يعني: الغِناءَ، وأضافَها للشَّيطان لأنَّها تلهي القَلْب عنْ ذِكْر الله.
          وقولها: (فلَمَّا غَفَلَ) أي: اشتغلَ أبو بكْرٍ بعَملٍ.
          وفي روايةٍ: (عِنْدِي)، أي: مع ذِكْر (يَوْماً) منْصوباً، فيصيرُ لفظُ هذه الرِّوايةِ قالت: كانَ يَوْماً عِنْدِي.
          قوله: (السُّوْدَانُ) أي: الحُبُوْشُ منهم، لا كُلّهم.
          قوله: (بِالدَّرَقِ) جمع دَرَقَةٍ، وهي آلَةٌ معْروفةٌ يُلعبُ بها، يتَّقي بها المُقاتِلُ السِّلاحَ.
          وقوله: (الحِرَابِ) جمعُ حَرْبةٍ.
          قوله: (فَإمَّا سَأَلْتُ...) إلى آخرِه، هذا شكٌّ من عائشةَ ╦، أي: طلبتْ منْه النَّظَرَ إلى لعبِهم.
          قوله: (تَشْتَهِيْنَ) أي: تُحبِّين، وهو على حذفِ همْزة الاستفهام.
          قوله: (أَنْ تَنْظُرِيْنَ) أي: إلى لعبِ السُّوْدان، وهو بثُبوت النُّونِ على إهمالِ (أَنْ)، على حدِّ قولِ الشَّاعرِ:
          أنْ تقْرآنِ على أَسْماءَ وَيْحَكُمَا
          وفي رِوايةٍ حذف (أَنْ).
          قوله: (خَدِّي على خَدِّهِ) أي: حالة كَونها مُتلاصقَين، الخدّ على الخدِّ، وإنَّما أقامَها وراءَه لئلَّا يطَّلع عليها السُّوْدان، فهي تَنْظُرُ وهي خَلْفَه.
          قوله: (وَيَقُوْلُ) أي: رسولُ الله للسُّوْدان.
          قوله: (دُوْنَكُمْ) هو بالنَّصْب على الإغراءِ، أي: الزموا هذا اللَّعب.
          وقوله: (بَنِي) هو مُنادى، حُذف منه حرفُ النِّداء.
          وقوله: (أَرْفِدَةَ) بفَتْح الهمْزة، وسُكون الرَّاءِ، وكسرِ الفاءِ وفَتْحِها، وبالدَّال المُهْملة، وبَني أَرْفِدَةَ لَقَبٌ على صنْفٍ من الحبَشَة، وأَرْفِدةُ جدُّهمُ الأكْبر.
          قوله: (مَلِلْتُ) بكسر اللَّام الأُولى، أي: سئمتُ.
          قوله: (حَسْبُكِ) أي: يكفيكِ هذا القَدْر، وهو على حذْفِ همْزة الاستفهام.
          وقوله: (نَعَمْ) أي: حَسْبي.
          وهذا الحديثُ ذكَره البخاريُّ في باب: الدَّرَق [خ¦2906].
          أي: مَشروعيَّةُ اتِّخاذِ الدَّرَقِ.


[1] كذا «ز2» و«م»، وفي الأصل و«ف2» و«3» و«ز3» و«ز5» و«ز5»: الصبيان!
[2] كذا «ز2» و«م»، وفي الأصل و«ف2» و«3» و«ز3» و«ز5» و«ز5»: الصبيان!