حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: من صام يومًا في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار..

          133- قوله: (مَنْ صَامَ...) [خ¦2840] إلى آخرِه.
          فإنْ قلْتَ: إنَّ أبا طَلْحةَ كان يفضل الإفْطار!؟
          أُجيْب بأنَّه لا مُنافاة؛ لأنَّ هذا من الأُمور النِّسْبيَّة، فالقَويُّ الصَّوْمُ لَه أفضلُ، والضَّعيفُ بالعكْس الفطرُ لَه أفضلُ.
          قولُه: (في سَبِيْلِ الله) أي: طاعَته أوِ القِتال.
          قوله: (بَعَّدَ) بتشديدِ العَيْن.
          وفي روايةٍ(1): «بَعُدَ مِنَ النَّارِ مِئةَ عامٍ سَيْرَ المُضَمَّرِ الجوَادِ».
          وفي روايةٍ(2): «جَعَلَ اللهُ بَيْنَه وبينَ النَّارِ خَنْدَقاً كَما بينَ السَّماءِ والأرْضِ».
          وفي رِوايةٍ: «تَبَاعَدَتْ مِنْهُ جَهنَّمُ خَمْسَ مِئة عامٍ»(3).
          قيلَ: ظاهرُ تلْك الرِّواياتِ التَّعارُض!؟
          وأُجِيْبَ بالاعْتمادِ على رِوايةِ «سَبْعين» للاتِّفاق عليها، فما في الصَّحيح أَوْلى.
          أو أنَّ اللهَ أعْلَمَ نَبِيَّه بالأدنى، ثمَّ بما بَعْدَه على التَّدْريج.
          أو أنَّ ذلك بحسَبِ اختلافِ أحْوالِ الصَّائمين في كمال الصَّوْمِ ونقصانِه.
          قوله: (وَجْهَهُ) أي: ذاتَه، فكُنِّي بالعضوِ المخصوصِ عنِ الكُلِّ.
          قوله: (خَرِيْفاً) أي: سنةً، من إطْلاق الجزْءِ وإرادةِ الكُلِّ.
          وهذا الحديثُ ذَكَره البخاريُّ في باب: فَضْل الصَّوْم في سبِيْل الله.


[1] مسند أبي يعلى 1486.
[2] الترمذي 1624.
[3] أخرجها ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال في ترجمة الحسن بن دينار 3/130.