حياة البخاري

مبدأ طلبه الحديث

          مبدأ طلبه الحديث:
          قال الفِرَبْرِيُّ: سمعت محمَّد بن أبي حاتم ورَّاق البخاريَّ(1) يقول: سمعت البخاريَّ يقول: أُلهِمتُ حفظ الحديث وأنا في الكُتَّاب. قلت: وكم أتى عليك إذ ذاك؟ قال: عشر / سنين أو أقل، ثمَّ خرجت من الكُتَّاب فجعلت أختلف إلى الدَّاخلي(2) وغيره، فقال يومًا فيما كان يقرأ للنَّاس: سفيان، عن أبي الزُّبير، عن إبراهيم، فقلت: إنَّ أبا الزُّبير لم يرو عن إبراهيم. فانتهرني، فقلت له: اّْرجع إلى الأصل إن كان عندك. فدخل فنظر فيه، ثمَّ رجع فقال: كيف هو يا غلام؟ فقلت: هو الزبير _وهو ابن عدي_ عن إبراهيم، فأخذ القلم وأصلح كتابه، وقال لي: صدقت. فقال له إنسان: ابن كم [كنت] حين رددتَ عليه؟ فقال: ابن إحدى عشرة سنة. قال: فلما طعنتُ في ست عشرة سنة حفظت كتب ابن المبارك ووَكِيع، وعرفتُ كلام هؤلاء _يعني أصحاب الرأي_ قال: ثمَّ خرجت مع أمي وأخي إلى الحج.
          فكان أول رحلته على هذا سنة «210» عشر ومائتين.


[1] كتابه في عداد المفقود، استلَّ معظم ما فيه الذهبي في السير [10/79] ، ثمَّ نقل ذلك وزاد عليه ابن حجر في هداية الساري. والوراقة صنعة قديمة ذكر الحافظ ابن نقطة في ترجمة اللؤلؤي [1/49] أنَّ الورَّاق هو القارئ.
[2] قال ابن حجر في التغليق [5/387] :الدَّاخلي المذكور لم أقف على اسمه، ولم يذكر ابن السَّمْعَانِيِّ ولا الرُّشاطيُّ هذه النِّسْبَة، وأظن أنَّها نِسْبَة إلى المدينة الدَّاخِلَة بنيسابور. اهـ.