حياة البخاري

ثناء الأئمة على البُخاري

          ثناء الأئمة على البُخاري:
          قدَّمنا قول النَّسائي: ما في هذه الكتب كُلِّها أجود من كتاب محمَّد بن إسماعيل.
          وقال الإسماعيليِ: نظرتُ في كتاب (الجامع) الذي ألَّفه أبو عبد الله البخاريُّ، فرأيته جامعًا كما سُمي لكثير من السُّنَن الصحيحة، ودالًا على جمل من المعاني الحسنة المستنبطة، التي لا يكمل لمثلها إلَّا من جمع إلى معرفة الحديث ونقلته والعلم بالروايات وعِلَلها بالفقه، واللغة، وتمكنًا منها كُلِّها، وتبحرًا فيها، قال: وكان ☼الرجل / الذي قصر زمانه على ذلك، فبرع وبلغ الغاية، فحاز السَّبق، وجمع إلى ذلك حسن النِّيَّة، والقصد للخير، فنفعه الله ونفع به.
          وقال الحاكم أبو أحمد النيسابوري: رحم الله محمَّد بن إسماعيل فإنَّه ألَّف الأصول _يعني أصول الأحكام_ من الأحاديث، وبيَّن للناس، وكلُّ مَن عمل بعده فإنَّما أخذه من كتابه.
          وبلغ علي بن المديني أنَّ البخاريَّ يقول: ما استصغرتُ نفسي عند أحدٍ إلَّا عند علي بن المديني، فقال ابن المديني: دعوا قوله، فإنَّه ما رأى مثل نفسه.
          وقال قُتَيْبَة بن سعيد: جالستُ الفقهاء والزُّهاد والعُبَّاد فما رأيتُ منذ عقلتُ مثل محمَّد بن إسماعيل، وهو في زمانه كعمر في الصحابة.
          وسُئل قتيبة عن طلاق السَّكْران، فدخل محمَّد بن إسماعيل، فقال قُتَيْبَة للسائل: هذا أحمد ابن حنبل، وإسحاق بن رَاهَوَيه، وعلي بن المديني قد ساقهم الله إليك. وأشار إلى البخاريِّ.
          وقال أحمد ابن حنبل: ما أخرجت خُرَاسان مثل محمَّد بن إسماعيل.
          وقال يعقوب بن إبراهيم الدَّورَقي ونُعَيم بن حَمَّاد الخُزَاعي: محمَّد بن إسماعيل فقيه هذه الأُمَّة.
          وقال بُنْدَار محمَّد بن بشار: هو أفقه خلق الله في زماننا، وقال لمَّا قدم البصرة: قدم اليوم سيد الفقهاء.
          وقال رَجَاء بن مُرَجَّى الحافظ: فضل محمَّد بن إسماعيل على العلماء، كفضل الرجال على النِّساء.
          وقال يحيى بن جَعْفَر البَيْكَنديُّ: لو قدرتُ أن أزيد من عمري في عمر محمَّد بن إسماعيل لفعلتُ؛ فإنَّ موتي موت رجل واحد، وموت محمَّد بن إسماعيل فيه ذهاب العلم.
          وقال عبد الله بن محمَّد المُسْنِديُّ: محمَّد بن إسماعيل إمام، فمن لم يجعله إمامًا فاتهمه.
          وسئل الدَّارميُّ عن حديث وقيل له: إنَّ البخاريَّ صحَّحه فقال: محمَّد بن إسماعيل أبصر مني، وهو أكيس خلق الله، عَقَل عن الله ما أمر به ونهى عنه من كتابه، وعلى لسان نبيه، إذا قرأ القرآن شغل قلبه وسمعه وبصره، وتفكَّر في أمثاله، وعرف حلاله من حرامه.
          واستقراء الثناء عليه من أشياخه، وأقرانه، وأتباعه يطول، وقد استوفى غُررًا من ذلك الحافظ ابن حجر في (مقدمة الفتح) فليرجع إليها المستزيد. /