حياة البخاري

عدة الأحاديث التي انتقدها عليه الحُفَّاظ

          عدَّة الأحاديث التي انتقدها عليه الحُفَّاظ
          قال الحافظ ابن حجر: عدة ما اجتمع لنا من ذلك ممَّا في كتاب البخاري مائة وعشرة أحاديث، منها ما وافقه مسلم على تخريجه وهو اثنان وثلاثون حديثًا، ومنها ما انفرد بتخريجه وهو ثمانية وسبعون حديثًا، قال: وليست عِللها كلُّها قادحة، بل أكثرها الجواب عنه ظاهر، والقدح فيه مندفع، وبعضها الجواب عنه محتمل، واليسير منه في الجواب عنه تعسف.
          وقد أوضح ذلك الحافظ مفصلًا في مقدمة الفتح.
          أقول: قال بعض الأعلام: في هذا الانتقاد من عظم منزلة البخاري ما يدريه فلاسفة المحققين؛ وذلك لأنَّ معيار فضل المؤلف وعظم تأليفه، مداره على نسبة خطئه مع صوابه، فمن كان خطؤه قليلًا يُعد، فهو برهان على دقة نظره، وجودة تخيره، / فإذا قيس هذا العدد المنتقد بعدة الأصل _وهي تسعة آلاف واثنان وثمانون_ كانت نسبته إليه نحو عشر العشر.اهـ.
          ففي كل مئة حديث منها حديث منظور فيه فما أوسع نظر إمام يوجد في كلِّ مئة من مروياته على سَعَة هذا الفن السَّعة المُدْهشة حديث واحد تُكُلِّم فيه، فللَّه درُّه، فتحصل من هذا أنَّ التدقيق في الانتقاد عليه يفتح لمعرفة قدره بابًا عظيمًا، ولعلو منزلته مجالًا فخيمًا، والله الهادي.