إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث أبي هريرة: الله أعلم بما كانوا عاملين

          6598- وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ) نسبهُ لجدِّه، واسمُ أبيه عبدُ الله المخزوميُّ مولاهُم المصريُّ قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) بن سعدٍ الإمام (عَنْ يُونُسَ) بن يزيد الأيليِّ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمد بن مسلم الزُّهريِّ، أنَّه (قَالَ: وَأَخْبَرَنِي) بالإفراد والعطفِ على محذوفٍ كأنَّه حدَّثَ قبل ذلك بشيءٍ، ثمَّ قال: «وأخبرني» (عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ) اللَّيثيُّ: (أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ) ☺ (يَقُولُ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ(1) صلعم عَنْ ذَرَارِيِّْ المُشْرِكِينَ) بفتح الذال المعجمة والراء وبعد الألف راء أخرى مكسورة وتشديد التحتية وتخفَّف، أي: أولادهم الَّذين لم يبلغُوا الحلم (فَقَالَ) صلعم : (اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ) أي: إنَّ الله يعلمُ ما لا يكون أنْ لو كان كيفَ يكون، فأحرَى أن يعلمَ ما يكون وما قدَّره وقضاهُ في كونهِ، وهذَا يقوِّي مذهبَ أهل السُّنَّة أنَّ القَدَر هو علمُ الله وغيبه الَّذي استأثر، فلم يُطلع عليه أحدًا من خلقهِ.


[1] في (ص): «سئل النبيُّ».