إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث أبي هريرة: اللهم اهد دوسًا وأت بهم

          6397- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيٌّ) هو ابنُ عبد الله المدينيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بن عُيينة قال: (حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ) عبد الله بنُ ذكوان (عَنِ الأَعْرَجِ) عبد الرَّحمن(1) بن هُرمز (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ ) أنَّه (قَالَ: قَدِمَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو) بضم الطاء المهملة وفتح الفاء وسكون التحتية بعدها لام، وعين «عَمرو» مفتوحة، الدَّوسيُّ (عَلَى رَسُولِ اللهِ صلعم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ دَوْسًا) بفتح الدال المهملة وسكون الواو بعدها سين مهملة، وهي قبيلةُ أبي هريرة (قَدْ عَصَتْ) أي: عصت الله (وَأَبَتْ) امتنعَت عن الإسلام (فَادْعُ اللهَ عَلَيْهَا. فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ) صلعم (يَدْعُو عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا) للإسلامِ (وَأْتِ بِهِمْ) مسلمين، وكان الطُّفيل قدم مكَّة وأسلم، وقال: «يا رسولَ الله إنِّي امرؤٌ مطاعٌ في قومي، وإنَّي راجعٌ إليهم فداعيهِم إلى الإسلام(2)، فلمَّا قدمَ على أهلهِ دعا أباهُ وصَاحِبَتَهُ إلى الإسلام(3) فأجاباهُ، ثمَّ دعا دوسًا فأبطؤوا عليه فجاءَ إلى رسول الله صلعم ، فقال: يا رسولَ الله إنَّه قد غَلبني على دوسٍ الزِّنا فادعُ الله عليهم، فقال: «اللَّهمَّ اهدِ دوسًا»، ثمَّ قال: «ارجِع إلى قومِكَ، فادعهُم إلى اللهِ، وارفُق بهِم» قال: فرجعتُ إليهم فلم أزلْ بأرض دوسٍ أدعوهم إلى الله، ثمَّ قدمتُ على رسول الله صلعم بخيبر فنزلتُ المدينة بسبعين أو ثمانين(4) بيتًا من دوسٍ، ثمَّ لَحِقْنَا برسول(5) الله صلعم فأسهمَ لنا مع المسلمين»، وقد استُشكل قوله: «باب الدُّعاء على المشركين» و«باب الدُّعاء للمشركين». وأُجيب بأنَّه باعتبار حالين، فالدُّعاء عليهم لتمادِيهم على كُفْرهم(6) وإيذائهِم للمسلمين، والدُّعاء لهم بالهدايةِ ليتألَّفهم إلى الإسلام(7).
          والحديثُ سبق في «الجهاد» [خ¦2937].


[1] في (د): «عبد الله».
[2] في (ع): «للإسلام».
[3] «إلى الإسلام»: ليست في (د).
[4] في (ص): «بثمانين».
[5] في (ع) و(د): «رسول».
[6] في (ص): «الكفر».
[7] في (ب) و(س): «للإسلام».