إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن الله هو السلام فإذا قعد أحدكم في الصلاة

          6328- وبه قال: (حَدَّثَنَا عُثْمَانُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ) هو عثمانُ بن محمَّد بن أبي شيبة، واسم أبي شيبة: إبراهيمُ بن عثمان العبسيُّ الكوفيُّ، أخو أبي بكرٍ والقاسم قال: (حَدَّثَنَا جَرِيرٌ) هو ابنُ عبد الحميد الرَّازيُّ (عَنْ مَنْصُورٍ) هو ابنُ المعتمر (عَنْ أَبِي وَائِلٍ) شقيق بنِ سلمة (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بن مسعودٍ ( ☺ ) أنَّه (قَالَ: كُنَّا نَقُولُ فِي الصَّلَاةِ: السَّلَامُ عَلَى اللهِ) زاد يحيى في روايته عند المؤلِّف في «باب ما يتخيَّر من الدُّعاء بعد التَّشهُّد»: «من عباده» [خ¦835] وأخرجه أبو داود عن مسدَّدٍ / شيخِ البخاريِّ، فقال: «قبل عباده» (السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ) مرَّةً، و«في الصَّلاة»: «على فلانٍ وفلانٍ» [خ¦831] وفي ابن ماجه: «يعنون الملائكة» (فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صلعم ذَاتَ يَوْمٍ) لفظ «ذات» مقحمٌ، أو هو(1) من إضافة المسمَّى إلى اسمه: (إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ) فكلُّ سلامٍ منه وهو مالكهُ ومعطيه. وقال الخطابيُّ: المراد: أنَّ الله هو ذو السَّلام، فلا تقولوا: السَّلام على الله، فإنَّ السَّلام منه وإليه يعود، ومرجعُ الأمرِ في إضافتهِ إليه أنَّه ذو السَّلام من كلِّ آفةٍ وعيبٍ (فَإِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي) تشهُّد (الصَّلَاةِ) في وسطها وآخرها (فَلْيَقُلِ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ) أي: أنواع التَّعظيم له (إِلَى قَوْلِهِ: الصَّالِحِينَ) القائمين بما يجبُ عليهم من حقوق الله وحقوقِ عباده(2)، وتتفاوتُ درجاتهم (فَإِذَا قَالَهَا) أي: وعلى عباد الله الصَّالحين (أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ صَالِحٍ) بالجرِّ صفة العبد (أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الثَّنَاءِ) على‼ الله (مَا شَاءَ) وفي «كتاب الصَّلاة» في «باب ما يتخيَّر من الدُّعاء بعد التَّشهُّد» [خ¦835] «من الدُّعاء» بدل قوله هنا «من الثَّناء».
          والحديثُ سبق في «الصَّلاة» [خ¦831].


[1] «هو»: ليست في (ع) و(ص) و(د).
[2] في (د): «وحقوق العباد».