إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أبا هر الحق أهل الصفة فادعهم إلي

          6246- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ) الفضل بن دُكَين قال: (حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ) بضم العين في الأول وفتح الذال المعجمة وتشديد الراء، الهَمْدانيُّ (وَحَدَّثَنَا) وفي نسخة: ”ح“ للتَّحويل ”وَحَدَّثَنَا“ ولأبي ذرٍّ: ”وحَدَّثني“ بالإفراد (مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ) المروزيُّ قال: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ) بن المباركِ قال: (أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ) المذكور، قال: (أَخْبَرَنَا مُجَاهِدٌ) هو(1) ابنُ جبرٍ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ ) أنَّه (قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلعم ‼) منزلهُ (فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ فَقَالَ: أَبَا هِرٍّ) بكسر الهاء وتشديد الراء منوَّنة، زاد في «الرِّقاق» قلتُ: لبَّيك يا رسول [خ¦6452] قال: (الحَقْ) بهمزة وصل وفتح الحاء المهملة (أَهْلَ الصُّفَّةِ) سقيفةٌ كانت بالمسجدِ ينزلُ فيها فقراء الصَّحابة ♥ (فَادْعُهُمْ إِلَيَّ) بتشديد الياء. (قَالَ) أبو هريرة ☺ : (فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ، فَأَقْبَلُوا فَاسْتَأْذَنُوا) في الدُّخول (فَأُذِنَ لَهُمْ) بضم الهمزة وكسر المعجمة (فَدَخَلُوا) الحديث. ويأتي بتمامهِ إن شاء الله تعالى في «باب كيف عيش النَّبيِّ صلعم وأصحابه، وتخلِّيهم من الدُّنيا» من «كتاب الرِّقاق» [خ¦6452].
          واستُشكل قولهُ: «فاستأذنوا» مع قوله في السَّابق: «هو إذنُه» [خ¦6245] إذ ظاهره التَّعارض. وأُجيب بأنَّه يختلف بطولِ العهدِ وقصره، فإن طالَ العهد بين الطَّلب والمجيءِ احتاجَ إلى استئنافِ الإذن، وإلَّا فلا. وقيَّده السَّفاقسيُّ بمَن علم أنَّه ليس عنده مَن يستأذنُ لأجله، قال: والاستئذانُ على كلِّ حالٍ أحوطُ.


[1] «هو»: ليست في (د).