إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات

          5948- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى) العَنَزيُّ(1) قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ) بن مهدي (عَنْ سُفْيَانَ) الثَّوريِّ (عَنْ مَنْصُورٍ) هو ابنُ المعتمر (عَنْ إِبْرَاهِيمَ) النَّخعيِّ (عَنْ عَلْقَمَةَ) بن قيس (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بن مسعودٍ ( ☺ ) أنَّه (قَالَ: لَعَنَ اللهُ) النِّساء (الوَاشِمَاتِ وَالمُسْتَوْشِمَاتِ) بالسين بعد الميم، ولأبي ذرٍّ: ”و(2)المتوشِّمَات“ (وَ) النِّساء (المُتَنَمِّصَاتِ) اللَّاتي يطلبنَ النِّماص، أي: إزالةَ شعرِ الوجه بالمنقاش (وَ) النِّساء (المُتَفَلِّجَاتِ) بكسر اللام المشددة، أسنانهنَّ (لِلْحُسْنِ) أي: لأجلِ الحسن، ولأبي ذرٍّ عن المُستملي: ”بالحسن“ بالموحدة بدل اللام، أي: بسبب الحسن (المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ) ╡ (مَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلعم وَهْوَ فِي كِتَابِ اللهِ) ╡: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}[الحشر:7] وسببُ لعن المذكوراتِ أنَّ فعلهنَّ تغيير لخلقِ الله وتزويرٌ وتدليسٌ وخداعٌ، ولو رخَّص فيه لاتَّخذه النَّاس وسيلةً إلى أنواعِ الفساد، ولعلَّه قد يدخل في معناه صنعة الكيمياء، فإنَّ من تعاطاها إنَّما يروم أن يُلْحِقَ الصَّنعة بالخلقة، وكذلك كلُّ مصنوعٍ يُشَبَّهُ بمطبوعٍ، وهو بابٌ عظيمٌ من الفسادِ، حكاه في «الكواكب».


[1] «العنزي»: ليست في (م) و(ب) و(د).
[2] «الواو»: ليست في (ص) و(م).