إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أن نبي الله أراد أن يكتب إلى رهط من الأعاجم

          5872- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى) بن حمَّاد قال: (حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ) بضم الزاي وفتح الراء، مصغَّرًا قال: (حَدَّثَنَا سَعِيدٌ) هو ابنُ أبي عَروبة (عَنْ قَتَادَةَ) بن دِعامة (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ☺ : أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلعم أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى رَهْطٍ) هو جمعٌ لا واحد له، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”إلى الرَّهط“ بالتَّعريف (أَوْ) قال: إلى (أُنَاسٍ مِنَ الأَعَاجِمِ) والشَّكُّ من الرَّاوي (فَقِيلَ لَهُ) ╕ ، وعند ابن سعدٍ: «قالت قريش»: (إِنَّهُمْ لَا يَقْبَلُونَ) ولأبي ذرٍّ: ”لا يقرؤون“ (كِتَابًا إِلَّا عَلَيْهِ خَاتَمٌ، فَاتَّخَذَ النَّبِيُّ صلعم خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ نَقْشُهُ) بسكون القاف: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ) وعند ابن سعدٍ من مرسل ابن سيرين: «بسم الله محمد رسول الله». قال الحافظ ابن حَجر: ولم يتابَع على هذه الزِّيادة، فكان يطبع به على الكتب(1) حفظًا للأسرارِ أن تنتشرَ(2)، وسياسة للتَّدبير أن لا ينخرمَ. قال أنس: (فَكَأَنِّي بِوَبِيصِ) بفتح الواو بعدها موحدة مكسورة فتحتية ساكنة فصاد مهملة (أَوْ بِبَصِيصِ) بفتح الموحدة الثانية بعدها صادان مهملتان(3) بينهما تحتية ساكنة، أي: ببريق (الخَاتَمِ) وتلألئهِ (فِي إِصْبَعِ النَّبِيِّ صلعم أَوْ فِي كَفِّهِ) بالشَّكِّ فيهما من الرَّاوي، وقد ذكر عبد الرَّزَّاق آثارًا بجوازِ(4) اتِّخاذ تماثيل(5) في الخواتمِ أضربنَا عنها؛ لأنَّها ليستْ بصحيحةٍ، ولا فائدةَ في ذكرها تامَّة، والله الموفِّق.
          والحديثُ(6) أخرجهُ أبو داود في «الخاتمِ».


[1] في (د): «جلد الكتب»، وفي (م): «جلد الكتاب».
[2] في (ص): «تنشر».
[3] في (د): «صادين مهملتين».
[4] في (د): «لجواز».
[5] في (د): «التماثيل».
[6] في (م): «وهذا الحديث».