إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كنا مع عتبة فكتب إليه عمر أن النبي قال: لا يلبس الحرير

          5830- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو ابنُ مسرهدٍ قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) بن سعيدٍ القطَّان (عَنِ التَّيْمِيِّ) سليمان بن طَرْخان (عَنْ أَبِي عُثْمَانَ) النَّهديِّ، أنَّه (قَالَ: كُنَّا مَعَ عُتْبَةَ) بن فرقدٍ بأذربيجان (فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ) بن الخطَّاب ( ☺ ) لمَّا بعث إليه عُتْبة مع غلام له بسلالٍ فيها خبيص، فقال له(1) عمر لمَّا رآه: أيشبعُ المسلمون في رِحالهم من هذا؟ قال: لا. فقال عمرُ: لا أريدُه، وكتبَ إلى عتبة: إنَّه ليس من كدِّك ولا كدِّ أبيك، فأشبعِ المسلمين في رِحالهم ممَّا تشبعُ منه في رَحلك، وإيَّاكُم والتَّنعُّم، وزيَّ أهل الشِّرك، ولَبُوس الحرير. والحديث رواهُ مسلم وأبو عَوَانة، لكن انفردَ أبو عَوَانة عن مسلمٍ بذكر بعث الخبيص، وفيه أنَّه كتب له (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم قَالَ: لَا يُلْبَسُ الحَرِيرُ) بضم التحتية مبنيًّا للمفعول، وللكُشميهنيِّ: ”لا يَلبس“ بفتحها للفاعلِ، أي: لا يلبس الرَّجل الحرير (فِي الدُّنْيَا إِلَّا لَمْ يُلْبَسْ) بالبناء للمجهولِ، وللكُشميهنيِّ: مبنيٌّ(2) للفاعل (مِنْهُ شَيْءٌ فِي الآخِرَةِ) وفي رواية غير الكُشمِيهنيِّ تأخير ”منه“ بعد قوله: ”الآخرة“ وللمُستملي هنا: ”وأشارَ أبو عثمان“ أي: النَّهديُّ ”بإصبعيه(3) المسبحة والوسطى“ وذلك غيرُ مخالفٍ لما في رواية عاصمٍ من أنَّ النَّبيَّ صلعم أشار [خ¦5829] لأنَّه لمَّا أشار صلعم أولًا نقله عنه عمر، ثمَّ بيَّن بعض الرُّواة صفة الإشارة.
          وبه قال: (حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ عُمَرَ) بن شقيقٍ الجَرْمي _بفتح الجيم وسكون الراء_ أبو عليٍّ البلخي، كما جزمَ به الكلاباذيُّ قال: (حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ) قال: (حَدَّثَنَا أَبِي) سليمان التَّيميُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ) النَّهديُّ (وَأَشَارَ أَبُو عُثْمَانَ بِإِصْبَعَيْهِ‼ المُسَبِّحَةِ وَالوُسْطَى) ففي روايةِ الحَمُّويي والكُشمِيهنيِّ: تأخير قوله: ”وأشار“ وعند المُستملي تقديمها كما مرَّ، والحاصلُ أنَّه إنَّما زاد في هذه الرِّواية الإشارة وتسمية الإصبعين على الرِّواية الَّتي قبلها.


[1] «له»: ليست في (د).
[2] «مبني»: ليست في (د).
[3] في (ب): «بأصبعه».