إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: من جر ثوبه مخيلة

          5791- وبه قال: (حَدَّثَنَا) بالجمع، ولأبي ذرٍّ بالإفراد (مَطَرُ بْنُ الفَضْلِ) المروزيُّ قال: (حَدَّثَنَا شَبَابَةُ) بتخفيف الموحدتين أوله معجمة، ابن سوار الفزاريُّ قال: (حَدَّثَنَا(1) شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (قَالَ: لَقِيتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ) بالمثلَّثة المخفَّفة بعد المهملة وبعد الألف راء، حال كونه راكبًا (عَلَى فَرَسٍ(2) وَهْوَ يَأْتِي مَكَانَهُ الَّذِي يَقْضِي) يحكم (فِيهِ) بين النَّاس بالكوفة، وكان قاضيها (فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الحَدِيثِ، فَحَدَّثَنِي) بالإفراد (فَقَالَ) بالفاء قبل القاف، وسقطت لأبي ذرٍّ (سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ☻ ) سقط «عبد الله» لأبي ذرٍّ (يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مَخِيلَةً) بفتح الميم وكسر الخاء المعجمة وسكون التَّحتية، أي: كبرًا وعُجبًا، ولأَبَوَي الوقت وذرٍّ: ”من مخيلة“ (لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ) أي: لا يرحمه، فالنَّظر إذا أُضيف إلى الله كان مجازًا، وإذا أُضيف إلى المخلوق كان كنايةً. وقال الحافظ الزَّين العراقيُّ: عبَّر عن المعنى الكائن عند النَّظر بالنَّظر؛ لأنَّ من نَظَرَ إلى متواضعٍ رَحِمَه، ومَن نَظَرَ إلى متكبِّرٍ مَقَتَه، فالرَّحمة والمقتُ مسبَّبَان(3) عن النَّظر (يَوْمَ القِيَامَةِ) فيه الإشارة(4) إلى أنَّ يوم القيامة محلّ الرَّحمة المستمرَّة، بخلاف رحمة الدُّنيا فإنَّها قد تنقطعُ بما يتجدَّد من الحوادثِ. قال شعبة: (فَقُلْتُ لِمُحَارِبٍ: أَذَكَرَ‼) عبد الله بنُ عمر في حديثه (إِزَارَهُ؟ قَالَ: مَا خَصَّ) عبد الله (إِزَارًا وَلَا قَمِيصًا) بل عبَّر بالثَّوب الشَّامل للإزار والقميص وغيرهما. وفي حديث عبدِ الله بن عمر، عن أبيه من طريق سالم عند أبي داود والنَّسائي، عن النَّبيِّ صلعم قال: «الإسبالُ في الإزارِ والقميصِ والعمامةِ» الحديث. وقد جرتْ عادة العرب بإرخاءِ العذبات فما زاد على العادةِ في ذلك فهو من الإسبال، وكذا تطويلُ الأكمام إذا مسَّت الأرض، وقد حدثَ للنَّاس اصطلاح بتطويلها للتَّمييز، ومهما كان من ذلك للخيلاءِ أو وصل إلى جرِّ الذَّيل الممنوع فحرامٌ (تَابَعَهُ) أي: تابع محاربَ بن دِثار على التَّعبير بالإزار(5) (جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ) بفتح الجيم والموحدة، و«سُحَيم»: بضم السين المهملة(6) وفتح الحاء المهملتين مصغَّرًا ممَّا وصله النَّسائيُّ (وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ) ممَّا وصله مسلمٌ (وَزَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ) بن عمر بن الخطَّاب، ممَّا لم يقف عليه الحافظ ابنُ حجرٍ موصولًا (عَنِ ابْنِ عُمَرَ) ☻ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) ولفظ النَّسائيِّ: «من جرَّ ثوبًا من ثيابه من مخيلةٍ، فإنَّ الله لا ينظرُ إليه» ولم يسق مسلمٌ لفظه.
          (وَقَالَ اللَّيْثُ) بنُ سعد الإمام، ممَّا وصله مسلمٌ: (عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ) ☻ (مِثْلَهُ) مثل الحديث المذكور، ولم يذكرْ مسلم لفظهُ بل قال: مثل حديث مالك، وذكره النَّسائيُّ بلفظ: الثَّوب، وسقط لأبي ذرٍّ قوله: «عن ابن عمر» (وَتَابَعَهُ) أي: وتابع نافعًا في روايته بلفظ: الثَّوب (مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ) الأسديُّ، فيما وصله في أوَّل «أبواب اللِّباس» [خ¦5784] (وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ) أي: ابن زيد بنِ عبد الله بن عمر، ممَّا وصله مسلمٌ (وَقُدَامَةُ بْنُ مُوسَى) بن عمر بنِ قُدامة الجمحيُّ المدنيُّ التَّابعيُّ الصَّغير، ممَّا وصله أبو عوانة (عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ) ☻ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم : مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ) وثبت قوله: ”خيلاء“ في رواية أبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ.


[1] في (م): «عن».
[2] في (م) زيادة: «له».
[3] في (د): «سببان».
[4] في (د): «إشارةٌ».
[5] كذا، ولعل الصواب: «بالثوب».
[6] كذا، وهي مكررة مع قوله: وفتح الحاء المهملتين.