إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: فاحلق وصم ثلاثة أيام

          5703- وبه قالَ: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو ابنُ مسرهدٍ (حَدَّثَنَا حَمَّادٌ) هو ابنُ زيد (عَنْ أَيُّوبَ) السَّختيانيِّ، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا) هو ابنُ جبرٍ المفسِّر (عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى) عبد الرَّحمن (عَنْ كَعْبِ(1) بْنِ عُجْرَةَ) بضم العين المهملة وسكون الجيم وفتح الراء، ☺ ، أنَّه (قَالَ: أَتَى عَلَيَّ النَّبِيُّ صلعم زَمَنَ) عمرةِ (الحُدَيْبِيَةِ وَأَنَا) أي: والحال أنِّي (أُوقِدُ تَحْتَ بُرْمَةٍ وَالقَمْلُ يَتَنَاثَرُ عَنْ) ولأبي ذرٍّ‼ عن الحَمُّويي والمُستملي(2): ”على“ (رَأْسِي، فَقَالَ) صلعم لي: (أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ؟) بتشديد الميم (قُلْتُ: نَعَمْ) تُؤذيني (قَالَ) صلعم : (فَاحْلِقْ) بكسر اللام / ، رأسَك (وَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ) بهمزة قطع وكسر العين (سِتَّةً) من المساكين لكلِّ واحدٍ نصف صاعٍ (أَوِ انْسُكْ) بضم(3) السين (نَسِيكَةً) بفتح النون وكسر السين. قال تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ} أي: فَحَلَقَ {فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ}[البقرة:196].
          وهذا الحديث قد سبقَ في «الحجِّ»(4)، في «باب النُّسك شاةٌ» [خ¦1817] ووجه إدخاله هنا أنَّ كلَّ ما يتأذَّى به المؤمنُ وإن قلَّ أذاهُ يباح له إزالتهُ وإن كان مُحرمًا، فمُداواةُ أسقام الأجسام أولى، قاله الكِرمانيُّ. وقال الحافظُ ابنُ حجر: وكأنَّه أوردهُ عقب حديث الحجامة وسط الرَّأس للإشارة إلى جواز حلق الشَّعر للمُحرم لأجل الحجامة عند الحاجة إليها، فيستنبط منه جوازُ حلق(5) الرَّأس للمحرم عند الحاجةِ. انتهى. (قَالَ أَيُّوبُ) السَّختيانيُّ: (لَا أَدْرِي بِأَيَّتِهِنَّ بَدَأَ).


[1] في (ل): «عن كعب؛ هو ابن عجرة».
[2] «والمُستملي»: ليست في (م) و(د).
[3] في (ل): «بفتح».
[4] في (م): «كتاب الحج».
[5] في (د) زيادة: «جميع»، كذا في «الفتح».