إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية

          5692- 5693- وبه قال: (حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الفَضْلِ) المروزيُّ الحافظ قال: (أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ) سفيانُ أبو محمَّد الهلاليُّ، مولاهم الكوفيُّ، أحدُ الأعلام (قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ) محمَّد بن مسلمٍ (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ) بضم العين، ابن عبد اللهِ بن عُتبة (عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ) بكسر الميم وفتح الصاد المهملة بينهما حاء مهملة، الأسديَّة من المهاجرات، أنَّها (قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ(1) صلعم يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِهَذَا العُودِ الهِنْدِيِّ) أي: استعملوهُ (فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ) أي: أدوية، جمعُ شفاءٍ، كدواءٍ وأدويةٍ، وجمعُ الجمعِ أشاف، منها أنَّه (يُسْتَعَطُ(2) بِهِ مِنَ العُذْرَةِ) بضم العين المهملة(3) وسكون الذال المعجمة، وجعٌ يأخذُ الطِّفل في حَلقه يهيجُ(4) من الدَّم، أو في الخرمِ الَّذي بين الأنفِ والحلقِ وهو سقوطُ اللَّهاةِ، وقيل: قرحةٌ تخرجُ بين الأنفِ والحلقِ تعرضُ للصِّبيان غالبًا عند طُلوع العُذْرَة، وهي خمسُ↕ كواكب تحت الشِّعرى، أي: العَبور وتطلعُ وسط الحرِّ، وإنَّما كان القسطُ نافعًا للعذرةِ لأنَّه مجفِّفٌ للرُّطوبات، والعُذرة: دمٌ يغلبُ عليه البلغمُ أو نفعُه لها بالخاصيَّة(5) (وَيُلَدُّ بِهِ) بضم التَّحتية وفتح اللام، يُسقى في أحد شقَّي الفم (مِنْ) وجع (ذَاتِ الجَنْبِ) والمراد به هنا: ألمٌ يعرضُ في نواحي الجنْبِ عن رياحٍ غليظةٍ تحتقنُ(6) بين الصِّفَاقات والعضل التي في الصدر والأضلاع(7) فتحدثُ وجعًا، وقد ذكر في هذا الحديث أنَّ في القسطِ سبعةَ أشفيةٍ، ولم يذكر منها سوى اثنينِ، فيحتملُ أن يكون اختصارًا من الرَّاوي.
          قالت أمُّ قيسٍ: (وَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلعم بِابْنٍ لِي) صغيرٍ لم أقفْ على اسمه (لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ فَبَالَ عَلَيْهِ فَدَعَا) صلعم (بِمَاءٍ، فَرَشَّ عَلَيْهِ) ولم يغسلهُ.
          ومرَّ البحثُ في «الطَّهارةِ» [خ¦222].
          والحديثُ أخرجه المؤلِّف أيضًا [خ¦5692]، ومسلمٌ في «الطِّبِّ»، وكذا أبو داودَ والنَّسائيُّ.


[1] في (م) و(د): «رسول الله».
[2] في (م) و(ب) و(س) و(د): «يسعط».
[3] «المهملة»: ليست في (د).
[4] في (م) زيادة: «به».
[5] في (د): «بالخاصة».
[6] في (م): «تحتنق»، وفي (ص): «تختنق».
[7] قوله: «والعضل التي في الصدر والأضلاع» من فتح الباري.