إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كان النبي يعجبه الحلواء والعسل

          5682- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ) المدينيُّ قالَ: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ) حمَّاد بنُ أسامة قال: (أَخْبَرَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ بالجمع (هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ) عروة بن الزُّبير (عَنْ عَائِشَةَ ♦ ) أنَّها (قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلعم يُعْجِبُهُ الحَلْوَاءُ) بالمدِّ (وَالعَسَلُ) وقد دخل في قولها: «الحلواء» العسل، وإنَّما ثنَّت به على انفرادهِ لشرفِهِ، كقوله تعالى: {وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ}[البقرة:98] فما خلق الله تعالى لنا في معناه أفضل منه، ولا مثله ولا قريبًا منه لأنَّه غذاءٌ من الأغذيةِ، وشرابٌ من الأشربةِ، ودواءٌ من الأدويةِ، وحلو من الحلوى، وطلاءٌ من الأطليةِ، ومفرِّح من المفرِّحات.
          فإن قلت: ما مناسبةُ الحديثِ للتَّرجمة؟ أُجيب بأنَّ الإعجاب أعمُّ من أن يكون على سبيلِ الدَّواءِ أو الغذاءِ، فتؤخذُ المناسبةُ بذلك.