إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: سمعت رسول الله ينهى عن اختناث الأسقية

          5626- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ) المروزيُّ قال: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ) بن المبارك المروزيُّ قال: (أَخْبَرَنَا يُونُسُ) بن يزيد الأيليُّ (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمد بن مسلم ابنِ شهاب أنَّه (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (عُبَيْدُ اللهِ) بضم العين وفتح الموحدة (ابْنُ عَبْدِ اللهِ) بن عتبة بنِ مسعود (أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ) ☺ (يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَنْهَى) نهي إرشادٍ (عَنِ اخْتِنَاثِ الأَسْقِيَةِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ) بن المبارك: (قَالَ مَعْمَرٌ) هو ابنُ راشد (أَوْ غَيْرُهُ) أي: غير مَعمر (هُوَ) أي: الاختناث (الشُّرْبُ مِنْ أَفْوَاهِهَا).
          قال في «القاموس»: الفَاه / والفُوه _بالضم_ والفِيه _بالكسر_ والفم سواءٌ، الجمعُ أفواهٌ وأفمامٌ، ولا واحد لها لأنَّ فمًا أصلُه: فَوَهٌ، حُذفت الهاء كما حُذفت من سنةٍ وبقيت الواو طرفًا متحرِّكةً(1)، فوجب إبدالها ألفًا لانفتاح ما قبلها فبقي فًا(2)، ولا يكون الاسمُ على(3) حرفين أحدُهما التَّنوين فأُبدل مكانها حرفٌ جَلْد مُشاكلٌ لها وهو الميم لأنَّهما شَفَهيَّتان، وفي الميم هُوِيٌّ في الفمِ يُضارع امتدادَ الواو، ويقال في تثنيته: فمَان وفَمَوان وفَمَيان(4)، والأخيران نادران. انتهى.
          وعند مسلم من طريق وهب بن(5) يونس، عن ابنِ شهاب: «نهى عن اختناثِ الأسقيةِ أن يشرب من أفواهها». وقد جزمَ الخطَّابيُّ أنَّ تفسير الاختناثِ من قول الزُّهريِّ، ويحملُ تفسير المطلقِ _وهو الشُّرب من أفواهها_ على المقيَّد بكسر فمها، أو قلبِ رأسها.


[1] في (م): «متحركًا».
[2] في (ص) و(م): «فاء».
[3] في (م) و(د) زيادة: «إلا».
[4] في (م): «فمان وفئان»، وفي (د): «فمان وفوان».
[5] في (م) و(د): «ابن وهب عن».