إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آيةً أسقطتها

          5042- وبه قال: (حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ) بكسر الموحدة وسكون المعجمة، أبو عبدِ اللهِ الضَّرير البغداديُّ قال: (أَخْبَرَنَا(1) عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ) أبو الحسنِ الكوفيُّ الحافظُ قال: (أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ) عروةَ بنِ الزُّبير (عَنْ عَائِشَةَ ♦ ) أنَّها (قَالَتْ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلعم قَارِئًا) اسمهُ: عبدُ الله ابنُ يزيد (يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ فِي المَسْجِدِ) أي: سورة (فَقَالَ) ╕ : (يَرْحَمُهُ اللهُ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”يرحمُ الله“ بحذف المفعول، والله (لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً أَسْقَطْتُهَا) نسيانًا لا عمدًا (مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا) قال في «القاموس»: كذا كنايةٌ عن الشَّيء، الكاف حرف التَّشبيه، وذا: للإشارةِ. وقال في المغني: إنَّها تردُ على ثلاثةِ أوجهٍ: أن تكونَ كلمتينِ باقيتينِ على أصلهما(2)، وهما: كاف التَّشبيه وذا الإشاريَّة(3) كقولك: رأيتُ زيدًا فاضلًا، ورأيتُ عمرًا كذا. وتكون(4) كلمةً واحدة مركَّبة من كلمتينِ مُكنِّيًا بها عن غيرِ عددٍ، كما في الحديثِ: أنَّه يقالُ للعبدِ يوم القيامة: «أتذكر يومَ كذا وكذا؟». وتكون كلمةً واحدة مركَّبة مُكنِّيًا بها عن العددِ، كقولهِ: كذا وكذا درهمًا.


[1] في (م) و(د): «حدثنا».
[2] في (ب): «أصليهما».
[3] في (م): «للإشارة».
[4] في (د): «أو يكون».