إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: خيركم من تعلم القرآن وعلمه

          5027- وبه قال: (حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ) بكسر الميم وسكون النون، الأنماطيُّ، السُّلَمِيُّ، البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بنُ الحجَّاج (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ) بفتح الميم والمثلثة بينهما راء ساكنة، الحضرميُّ الكوفيُّ قال: (سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ) بضم العين، مصغَّرًا، وسكون عين «سعد»، الكوفيَّ أبا حمزة (عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ) عبدِ الله بنِ حبيبٍ(1) (السُّلَمِيِّ) بضم السين المهملة وفتح اللام (عَنْ عُثْمَانَ) بنِ عفَّان ( ☺ ) واختلفَ في سماعِ أبي عبدِ الرَّحمن من عثمانَ، ووقعَ التَّصريح بتحديثِ عثمان لأبي عبدِ الرَّحمن عند ابنِ / عديٍّ بلفظ: عن عبدِ الكريمِ، عن أبي عبدِ الرَّحمن: حدَّثني عثمان، لكن في إسنادهِ مقالٌ(2): (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ: خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ) مخلصًا فيهما، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”أو علمه“ بـ «أو» التي للتَّنويع لا للشَّك (قَالَ) سعدُ بنُ عبيدة: (وَأَقْرَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ) السُّلَمِيُّ النَّاس القرآن (فِي إِمْرَةِ عُثْمَانَ) بنِ عفَّان ☺ (حَتَّى كَانَ الحَجَّاجُ) بنُ يوسفَ أميرًا على العراقِ (قَالَ) أبو عبدِ الرَّحمن: (وَذَاكَ) الحديثُ(3) المرفوع في أفضليَّة القرآن هو (الَّذِي أَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا) الَّذي أقرئُ النَّاس فيه، وهذا يدلُّ على أنَّ أبا عبدِ الرَّحمن سمعَ الحديث المذكور في ذلكَ الزَّمان، وإذا سمعهُ فيه ولم يوصَف بالتَّدليس اقتضَى سماعه ممَّن عنعنه وهو عثمان، ولا سيَّما مع ما اشتهرَ عند القرَّاء أنَّه قرأ على عثمان، وأسندوا ذلك عنهُ من روايةِ عاصمِ بنِ أبي النَّجود، فكان ذلك أولى من قولِ من قال: إنَّه لم يسمعْ منه.


[1] تصحف في (ب): «خبيب».
[2] في (م): «فقال».
[3] في (ص) زيادة: «المذكور».