إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

قوله: {من كان عدوًا لجبريل}

          ░6▒ (قَوْلُهُ) تعالى: ({مَن كَانَ}) ولأبي ذرٍّ: ”بابٌ“ بالتَّنوين ”{مَن كَانَ}“ ({عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ}[البقرة:97]) قال ابن جريرٍ(1): أجمع أهلُ العلم بالتَّأويل أنَّ هذه الآية نزلت جوابًا لليهود من بني إسرائيل؛ إذ زعموا أنَّ جبريل عدوٌّ لهم، وأن ميكائيل وليٌّ لهم (وَقَالَ عِكْرِمَةُ) مولى ابن عبَّاسٍ فيما وصله الطَّبريُّ: (جَبْرَ) بفتح الجيم وسكون الموحَّدة (وَمِيكَ) بكسر الميم (وَسَرَافِ) بفتح السِّين المهملة وتخفيف الرَّاء وبالفاء المكسورة؛ الأوَّل من جبريل، والثَّاني من ميكائيل، والثَّالث من إسرافيل؛ معنى الثَّلاثة: (عَبْدٌ، إِيْل) بكسر الهمزة وسكون التَّحتيَّة، معناها في الثَّلاثة: (اللهُ) أي: جبريل عبدُ الله، وميكائيل عبدُ الله، وإسرافيل عبدُ الله، وقال بعضُهم: جبريل: اسم ملكٍ أعجميٍّ؛ فلذلك لم ينصرف للعجمة والعلميَّة، ومن قال: هو مشتقٌّ أو مركَّب تركيبَ إضافةٍ؛ رُدَّ قوله؛ لأنَّ الأعجميَّ لا يدخله الاشتقاق العربيُّ، ولأنَّه لو كان مركَّبًا تركيب الإضافة؛ لكان مصروفًا(2).


[1] في (د): «جريج» وليس بصحيحٍ.
[2] في (ب) و(س): «منصرفًا».