إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: دعا النبي فاطمة في شكواه الذي قبض فيه

          4433- 4434- وبه قال: (حَدَّثَنَا يَسَرَةُ) بفتح التحتية والمهملة والراء (بْنُ صَفْوَانَ بْنِ جَمِيلٍ) بفتح الجيم وكسر الميم (اللَّخْمِيُّ) بالخاء المعجمة الساكنة، قال: (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ) سعدِ ابنِ إبراهيمَ بنِ عبد الرَّحمن بنِ عوفٍ، قاضي المدينةِ (عَنْ عُرْوَةَ) بنِ الزُّبير (عَنْ عَائِشَةَ ♦ ) أنَّها (قَالَتْ: دَعَا النَّبِيُّ صلعم فَاطِمَةَ) بنته ( ♀ فِي شَكْوَاهُ) في مرضه (الَّذِي قُبِضَ فِيهِ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”الَّتي قُبِضَ فِيها“ بالتَّأنيث على لفظِ «شَكواه» / (فَسَارَّهَا بِشَيْءٍ فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعَاهَا، فَسَارَّهَا بِشَيْءٍ، فَضَحِكَتْ) سقطَ لأبي ذرٍّ «بشيءٍ» الثَّانية (فَسَأَلْنَا عَنْ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”فسألنَاها‼ عن سببِ“ (ذَلِكَ) البكاءِ والضَّحك. (فَقَالَتْ) بعد وفاته: (سَارَّنِي النَّبِيُّ صلعم أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِي فِيهِ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّنِي، فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِهِ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”أوَّل أهلِ بيتهِ“ (يَتْبَعُهُ) بسكون الفوقية (فَضَحِكْتُ) وفي روايةِ مسروقٍ في «علامات النُّبوَّة» [خ¦3624] أنَّ الذي سارَّها به فضحكَتْ هو إخبارهُ إيَّاها بأنَّها سيدةُ نساءِ أهلِ الجنَّةِ. وروى النَّسائيُّ من طريقِ أبي سلمة عن عائشةَ في سببِ البكاءِ: أنَّه ميِّتٌ، وفي سببِ الضَّحكِ: الأمرينِ الآخرينَ، وقد اتُّفق على أنَّ فاطمةَ ♦ كانت أوَّل من ماتَ من أهلِ بيتهِ صلعم بعدهُ حتَّى من أزواجهِ.
          وهذا الحديث مرَّ في «علاماتِ النُّبوَّة» [خ¦3624].