إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كان عمر يدني ابن عباس فقال له عبد الرحمن: إن لنا أبناء

          4430- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ) بعينين مفتوحتين بينهما راء ساكنة وبعد العين الثانية راء أخرى، ابنِ البِرِنْد _بكسر الموحدة والراء وسكون النون_ السَّاميُّ / _بالسين المهملة_ البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بنُ الحجَّاجِ (عَنْ أَبِي بِشْرٍ) بكسر الموحدة وسكون المعجمة، حفصِ بنِ أبي وحشيَّةَ، إياس الواسطيِّ (عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) أنَّه (قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ ☺ يُدْنِي) أي: يقرِّب (ابْنَ عَبَّاسٍ) من نفسهِ، وكان الأصل أن يقول: كان(1) يدنيهِ، لكنَّه أقامَ الظَّاهرَ مقامَ المضمرِ (فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ لَنَا أَبْنَاءً مِثْلَهُ) في السِّنِّ فَلَمْ تدنهم (فَقَالَ) عمر: (إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ تَعْلَمُ) من جهةِ قرابتهِ من رسولِ الله صلعم ، أو من جهةِ زيادةِ معرفتهِ (فَسَأَلَ عُمَرُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ}[النصر:1]) بعد أن سألهم، فمنهم من قال: فتحُ‼ المدائِن، ومنهم من سكتَ (فَقَالَ) ابن عبَّاس مجيبًا: هو (أَجَلُ رَسُولِ اللهِ صلعم أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ، فَقَالَ) له عمرُ: (مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ) وعند الطَّبرانيِّ عن ابن عبَّاس من وجهٍ آخر: لمَّا نزلت أخذ رسول الله صلعم أشدَّ ما كان اجتهادًا في أمرِ الآخرة(2).
          وقولهُ: «وقال يونسُ» المعلَّقُ السَّابق بعد قوله: {تَخْتَصِمُونَ} مؤخَّرٌ هنا في رواية أبي ذرٍّ.


[1] «كان»: ليست في (س).
[2] في (ص): «الأمر».