إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أجل ولكن لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرًا

          4385- وبه قالَ: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ) الفضلُ بن دُكين قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ) بنُ حربِ بنِ سلمةَ النَّهديُّ _بالنون_ المُلَائي _بضم الميم وتخفيف اللام_ الثِّقةُ الحافظُ له مناكيرٌ (عَنْ أَيُّوبَ) السَّخْتِيانيِّ (عَنْ أَبِي قِلَابَةَ)‼(1) عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ الجَرْميِّ (عَنْ زَهْدَمٍ) بفتح الزاي وسكون الهاء، بوزن جعفرٍ، ابنِ مُضَرِّب _بالضاد المعجمة وكسر الراء_ الجَرميِّ _بفتح الجيم_ كالسَّابق، أبي مسلمٍ البصريِّ، أنَّه (قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو مُوسَى) قال ابنُ حجرٍ: أي: إلى(2) الكوفةِ أميرًا عليها في زمنِ عثمانَ، ووهمَ من قالَ: أرادَ(3) اليمن؛ لأنَّ زهدَمًا لم يكن من أهلِ اليمنِ. انتهى. والظَّاهر: أنَّه أرادَ بالواهمِ الكِرْمانيَّ ومن تبعهُ (أَكْرَمَ هَذَا الحَيَّ مِنْ جَرْمٍ) بفتح الجيم وسكون الراء، قبيلةٌ مشهورةٌ، ينسبون إلى جرْمِ بنِ رَبَّان _براء مفتوحة فموحدة مشددة_ ابنِ ثعلبةَ بنِ حلوانَ بنِ عمرانَ بنِ إلحَافِ بنِ قضاعة (وَإِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَهُ وَهْوَ يَتَغَدَّى) بالغين المعجمة والدال المهملة (دَجَاجًا / ، وَفِي القَوْمِ رَجُلٌ جَالِسٌ) لم يسمَّ. نعم في روايةِ عبدِ الله بنِ عبدِ الوهاب عن حمَّادٍ عن أيُّوب في «الخُمُس»: أنَّه من بني تيم الله، أحمرُ كأنَّه من الموالِي [خ¦3133] (فَدَعَاهُ) أبو موسى (إِلَى الغَدَاءِ) معه (فَقَالَ) الرَّجل: (إِنِّي رَأَيْتُهُ) أي: الدَّجاج (يَأْكُلُ شَيْئًا) من النَّجاسةِ (فَقَذِرْتُهُ) بفتح القاف وكسر الذال المعجمة، أي: كرهتهُ واستقذرتُهُ (فَقَالَ) له أبو موسى: (هَلُمَّ) أي: تعال (فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلعم يَأْكُلُهُ. فَقَالَ) الرَّجل: (إِنِّي حَلَفْتُ لَا آكُلُهُ) كذا في «اليونينية»، وفي الفَرْع وغيره: ”أن لا آكُلَه“ (فَقَالَ) له أبو موسى: (هَلُمَّ أُخْبِرْكَ) بالجزم (عَنْ يَمِينِكَ) الذي حلفته (إِنَّا أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلعم نَفَرٌ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ) ما بين الثَّلاثةِ إلى العشرة من الرِّجال (فَاسْتَحْمَلْنَاهُ) طلبنا منه أن يحملنَا وأثقالنا على إبلٍ في غزوةِ تبوك (فَأَبَى أَنْ يَحْمِلَنَا، فَاسْتَحْمَلْنَاهُ فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثِ النَّبِيُّ صلعم أَنْ أُتِيَ) بضم الهمزة (بِنَهْبِ إِبِلٍ) من غنيمةٍ (فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْدٍ) بالإضافة وفتح الذال المعجمة، ما بين الثِّنتينِ إلى التِّسعةِ من الإبلِ (فَلَمَّا قَبَضْنَاهَا قُلْنَا: تَغَفَّلْنَا) بالغين المعجمة وتشديد الفاء وسكون اللام (النَّبِيَّ صلعم يَمِينَهُ، لَا نُفْلِحُ بَعْدَهَا أَبَدًا، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ حَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا) بفتح اللام (وَقَدْ حَمَلْتَنَا. قَالَ: أَجَلْ) أي: نعم حلفتُ وحملتكُم، وزاد في روايةِ عبدِ اللهِ بنِ عبد الوهاب المذكورة [خ¦3133] أفنسيتَ؟ (وَلَكِنْ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ) أي: محلوف يمين، ولمسلم: «أمرٍ» بدل: «يمين» (فَأَرَى) بفتح الهمزة (غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا) أي: من الخصلةِ المحلوفِ عليها (إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا) زاد في الرِّواية المذكورة: «وتحلَّلتُها» [خ¦3133].
          والمطابقة بين التَّرجمة والحديث ظاهرةٌ.


[1] وقع سقط في المخطوط (د) هنا استمر إلى أثناء الحديث (4406).
[2] «إلى»: ليست في (ص) و(م).
[3] في (م) زيادة: «وفد».