إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: يا بنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر

          4370- وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ) الجُعفيُّ الكوفيُّ _سكن مصر_ قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد(1)، ولأبي ذرٍّ ”حَدَّثنا“ (ابْنُ وَهْبٍ) عبدُ الله المصريُّ قال: (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (عَمْرٌو) بفتح العين، ابنُ / الحارثِ (وَقَالَ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ) بفتح الموحدة في الأول وضم الميم في الثاني، القرشيُّ المصريُّ، ممَّا وصله الطحاويُّ (عَنْ عَمْرِو بْنِ الحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرٍ) بضم الموحدة وفتح الكاف، ابنِ عبدِ الله بنِ الأشجِّ(2) المخزوميِّ (أَنَّ كُرَيْبًا) بضم الكاف وفتح الراء وسكون التحتية بعدها موحدة (مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ) القرشيَّ الزُّهريَّ الصَّحابيَّ، عمَّ عبدِ الرَّحمن بنِ عوف (وَالمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ) الزُّهريَّ الصَّحابيَّ، الثَّلاثةُ (أَرْسَلُوا إِلَى عَائِشَةَ) ♦ (فَقَالُوا) له: (اقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنَّا جَمِيعًا، وَسَلْهَا عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ) أي: عن صلاتهما (بَعْدَ‼ العَصْرِ، وَإِنَّا) بالواو، ولأبي ذرٍّ ”فإنَّا“ (أُخْبِرْنَا) بضم الهمز وكسر الموحدة. قال في «الفتح»: لم أقفْ على تسميةِ المخبرِ، ولعلَّه عبدُ اللهِ بنُ الزُّبير (أَنَّكِ تُصَلِّيهَا) بكسر الكاف والضمير للصَّلاة، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”تصلينها“ بنون بعد التحتية، وله عن الحَمُّويي و(3)المُستملي: ”تصليهما“ بالتَّثنيةِ بلا نون، أي: الرَّكعتين (وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صلعم نَهَى عَنْهَا) أي: عن الصَّلاةِ بعد العصرِ، وللكُشمِيهنيِّ ”عنهما“.
          (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) بالسَّند السَّابق: (وَكُنْتُ أَضْرِبُ مَعَ عُمَرَ) بنَ الخطَّاب (النَّاسَ عَنْهُمَا) بالتثنية، عن الرَّكعتين.
          (قَالَ كُرَيْبٌ) بالإسناد السَّابق: (فَدَخَلْتُ عَلَيْهَا) على عائشة (وَبَلَّغْتُهَا مَا أَرْسَلُونِي) به (فَقَالَتْ: سَلْ أُمَّ سَلَمَةَ) ♦ ، وعند الطَّحاويِّ: فقالت عائشةُ: ليسَ عندي، ولكن حدَّثتني أمُّ سلمةَ، وزادَ المؤلِّف في «باب إذا كُلِّم وهو يصلِّي» في أواخرِ «الصَّلاة»: فخرجتُ إليهم [خ¦1233] (فَأَخْبَرْتُهُمْ) بقولها (فَرَدُّونِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ بِمِثْلِ مَا أَرْسَلُونِي إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم يَنْهَى عَنْهُمَا، وَإِنَّه صَلَّى العَصْرَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيَّ وَعِنْدِي نِسْوَةٌ مِنْ بَنِي حَرَامٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَصَلَّاهُمَا، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ الخَادِمَ) قال في «الفتح»: لم أقفْ على اسمها (فَقُلْتُ) لها: (قُومِي إِلَى جَنْبِهِ) ╕ (فَقُولِي) له: (تَقُولُ) لك (أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَمْ أَسْمَعْكَ تَنْهَى عَنْ) صلاةِ (هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ) بعد العصرِ (فَأَرَاكَ) بفتح الهمزة (تُصَلِّيهِمَا، فَإِنْ أَشَارَ بِيَدِهِ فَاسْتَأْخِرِي) عنه (فَفَعَلَتِ الجَارِيَةُ) ذلك (فَأَشَارَ بِيَدِهِ، فَاسْتَأْخَرَتْ عَنْهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ) أي: فرغَ من الصَّلاةِ (قَالَ: يَا بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ) هو والد أمِّ سلمة (سَأَلْتِ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ) اللَّتين صليتهما (بَعْدَ العَصْرِ، إِنَّه أَتَانِي أُنَاسٌ مِنْ عَبْدِ القَيْسِ بِالإِسْلَامِ مِنْ قَوْمِهِمْ فَشَغَلُونِي عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ فَهُمَا هَاتَانِ) وعند الطَّحاويِّ من وجهٍ آخر: «قدِمَ عليَّ قلائصُ من الصَّدقةِ فنسيتُهما، ثمَّ ذكرتُهما، فكرهتُ أن أصلِّيهما في المسجدِ والنَّاسُ يروني، فصلَّيتهما عندك».
          وهذا الحديثُ مرَّ(4) في «بابِ إذا كُلِّم» في «الصَّلاةِ» [خ¦1233] وساقهُ هنا من طريقين بلفظ بكرِ بنِ مضر، وفي البابِ السَّابقِ في «الصَّلاة» [خ¦1233] بلفظ ابن وهبٍ، والغرضُ منه هنا ذكر وفدِ عبد القيس على ما لا يخفى.


[1] في (ص): «بالتوحيد».
[2] في (ب): «الأشجع».
[3] «الحَمُّويي، و»: ليست في (ب).
[4] في (ص): «قد مر».