إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لا تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك

          4350- وبه قال: (حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بندارٌ العبديُّ قال: (حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ) بضم العين وتخفيف الموحدة، القيسيُّ(1) أبو محمَّد البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ مَنْجُوفٍ) بفتح الميم وسكون النون وضم الجيم وبعد الواو الساكنة فاء، السَّدوسيُّ البصريُّ (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ) بُريدةَ بنِ الحُصَيْب _بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين(2) آخرهُ موحدة_ مصغَّرًا، الأسلميِّ ( ☺ ) أنَّهُ (قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلعم عَلِيًّا إِلَى خَالِدٍ لِيَقْبِضَ الخُمُسَ) أي: خمس الغنيمة. قال بُريدةُ: (وَكُنْتُ أُبْغِضُ عَلِيًّا) ☺ ؛ لأنَّه رآهُ أخذَ من المغنمِ جاريةً (وَقَدِ اغْتَسَلَ) فظنَّ أنَّه غلَّها ووطئها، وللإسماعيليِّ من طرق إلى روحِ بنِ عبادةَ: «بعثَ عليًّا إلى خالدٍ ليقسمَ الخمسَ». وفي روايةٍ له: «ليقسمَ الفيءَ، فاصطفى عليٌّ منه لنفسهِ سبيَّة(3)، أي: جارية، ثمَّ أصبحَ ورأسه يقطرُ» (فَقُلْتُ لِخَالِدٍ: أَلَا تَرَى إِلَى هَذَا؟) يعني: عليًّا (فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلعم ذَكَرْتُ ذَلِكَ) الَّذي رأيتُ من عليٍّ ☺ (لَهُ) ╕ (فَقَالَ: يَا بُرَيْدَةُ، أَتُبْغِضُ عَلِيًّا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: لَا تُبْغِضْهُ) زاد أحمدُ من طريقِ عبد الجليل، عن عبدِ اللهِ بنِ بُريدة عن أبيهِ: «وإن كنتَ تحبَّه فازدَد لهُ حُبًّا». وله أيضًا من طريق أَجْلحَ الكنديِّ، عن عبدِ الله بنِ بُريدةَ(4): «لا تقع في عليٍّ، فإنَّهُ منِّي وأنا منه، وهو وليُّكُم بعدِي» (فَإِنَّ لَهُ فِي الخُمُسِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ) قال الحافظ أبو ذرٍّ: إنَّما أبغض عليًّا؛ لأنَّه رآه أخذ من المغنمِ، فظنَّ أنَّه غلَّ، فلمَّا أعلمهُ / رسولُ الله صلعم أنَّه أخذ أقلَّ من حقِّه أحبَّه(5). انتهى. وفي طريق عبد الجليل قال: فما كان في النَّاس أحدٌ أحبَّ إليَّ من عليٍّ.
          ولعلَّ الجارية كانت بِكرًا غير بالغٍ، فأدَّى اجتهادُهُ ☺ إلى عدمِ الاستبراء(6). وفيه جوازُ التَّسرِّي على بنتِ النَّبيِّ صلعم بخلاف التَّزويجِ عليها.


[1] في (م) و(ب): «العبسي».
[2] في (ص): «المهملة»، وفي (م) زيادة: «وسكون الياء».
[3] في (ص) و(ل): «سبيئة».
[4] في (ص): «بريد».
[5] في (م) زيادة: «حبًا شديدًا»، وفي (د): «... أقل من حقه. انتهى».
[6] في (م) زيادة: «يحتمل أن اغتساله لم يكن عن وطء، بل إما عن احتلام أو مباشرة بغير وطء».