إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن النبي نعى زيدًا وجعفرًا وابن رواحة

          4262- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْنُ وَاقِدٍ) بالقاف، هو أحمدُ بنُ عبدِ الملكِ، أبو يحيى الحَرَّانيُّ قال: (حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ) بفتح الحاء المهملة وتشديد الميم، ابنِ دِرهم الإمامُ أبو إسماعيلَ الأزديُّ (عَنْ أَيُّوبَ) السَّخْتِيَانيِّ (عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ) العَدَويِّ البصريِّ (عَنْ أَنَسٍ ☺ : أَنَّ النَّبِيَّ صلعم نَعَى زَيْدًا) أي: ابنَ حارثةَ (وَجَعْفَرًا) أي: ابنَ أبي طالب (وَابْنَ رَوَاحَةَ) عبدَ الله (لِلنَّاسِ) أي: أخبرهُم بموتهم (قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ، فَقَالَ) ╕ : (أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ، فَأُصِيبَ) أي: استشهد (ثُمَّ أَخَذَ)ها (جَعْفَرٌ، فَأُصِيبَ) بحذف المفعول، والمراد: الرَّاية (ثُمَّ أَخَذَ)ها (ابْنُ رَوَاحَةَ، فَأُصِيبَ) بحذف المفعول أيضًا (وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ) بذال معجمة وراء مكسورة، أي: تدفعانِ(1) الدُّموع، والواو للحال (حَتَّى أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ) خالدُ ابنُ الوليدِ، باتِّفاق أصحابه على تأميرِهِ (حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِمْ).
          وذكر موسى بن عُقبةَ في «المغازي»: أن يَعلى بنَ أميَّة قَدِمَ بخبرِ أهلِ موتةَ، فقال له رسولُ الله صلعم : «إنْ شئتَ فأخبرْنِي، وإنْ شئتَ فأخبرْتُكَ» قال: فأخبرْنِي، فأخبرَهُ خبرَهُم فقال: والَّذي بعثَكَ بالحقِّ نبيًّا ما تركتَ من حديثِهِم حرفًا لم تذكرْهُ.
          وهذا الحديثُ قد سبق ذكره في «الجنائز» [خ¦1246] و«الجهاد» [خ¦2798] و«علامات النُّبوَّة» [خ¦3630] و«فضل خالد» [خ¦3757].


[1] في (ب): «تدفقان».