إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كانت فاطمة بنت رسول الله تغسله

          4075- وبه قال: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ) البلخيُّ واسمهُ: يحيى، و«قتيبةُ» لقبٌ غلبَ عليهِ قالَ: (حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ) بن عبدِ الرَّحمنِ الإسكندرانيُّ (عَنْ أَبِي حَازِمٍ) بالحاء المهملة والزاي، سلمةَ ابنِ دينار (أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ) بسكون الهاء والعين فيهما، السَّاعديَّ ☻ (وَهْوَ يُسْأَلُ) بضم أوَّله مبنيًّا للمفعول، وفي الفرع: بالفتحِ، ولعلَّهُ سَبْق قلمٍ (عَنْ جُرْحِ رَسُولِ اللهِ صلعم ) الذي جرحهُ في وقعةِ أُحد (فَقَالَ: أَمَا) بتخفيف الميمِ، حرفُ استفتاحٍ، وتكثرُ قبل القسم، كقوله:
أَمَا والَّذي أَبْكَى وأَضْحَك والَّذِي                     أَمَاتَ وأَحْيا والَّذِي أمرهُ الأَمْرُ
          وقولِه هنا: (وَاللهِ إِنِّي لأَعْرِفُ مَنْ كَانَ يَغْسِلُ جُرْحَ رَسُولِ اللهِ صلعم ، وَمَنْ كَانَ يَسْكُبُ المَاءَ، وَبِمَا دُوْوِيَ) بضم الدال المهملة وسكون الواو الأولى وكسر الثانية بعدها تحتية مبنيًّا للمفعول (قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ _ ♀ _ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلعم تَغْسِلُهُ، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي طَالبٍ) ثبتَ «ابنُ أَبي طَالبٍ» لابنِ عساكرٍ (يَسْكُبُ المَاءَ بِالمِجَنِّ) بكسر الميم وفتح الجيم وتشديد النون، بالتُّرس على الجرحِ(1) (فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ) ♦ (أَنَّ المَاءَ لَا يَزِيدُ الدَّمَ إلَّا كَثْرَةً أَخَذَتْ قِطْعَةً مِنْ حَصِيرٍ، فَأَحْرَقَتْهَا) حتى صَارت رمَادًا (وَأَلْصَقَتْهَا) بالواو بالجرح، ولأبوي ذرٍّ والوقتِ ”فألصَقتها“ (فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ) اليُمنى السُّفلى (يَوْمَئِذٍ) كسرها عتبةُ بنُ أبي وقَّاصٍ أخو سعدٍ، ومن ثمَّ لم يولَد من نسلهِ ولدٌ فيبلغَ الحنثَ إلَّا وهو أبخر أو أهتم، أي: مكسور الثَّنايا، يعرفُ ذلك في عقبهِ (وَجُرِحَ وَجْهُهُ) جرحهُ عبدُ الله بن قَميئَة، أقمأَهُ اللهُ (وَكُسِرَتِ البَيْضَةُ) أي: الخوذةُ (عَلَى رَأْسِهِ) وسلَّطَ اللهُ على ابن قَميئةَ تيسَ جبلٍ فلم يزَلْ ينطحهُ حتى قطَّعهُ قطعةً قطعةً.


[1] في (ص) و(م): «الوجه».