إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لا تقولي هكذا وقولي ما كنت تقولين

          4001- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيٌّ) هو ابنُ عبدِ الله المدينيُّ قال: (حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ المُفَضَّلِ) بتشديد الضاد المعجمة المفتوحة، ابنِ لاحقٍ أبو إسحاق البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ) أبو الحسن المدنيُّ (عَنِ الرُّبَيِّعِ) بضم الراء وفتح الباء الموحدة وتشديد التَّحتية المكسورة (بِنْتِ مُعَوِّذٍ) بكسر الواو المشددة بعدها معجمة، ابنِ عَفْراء الأنصاريَّة، أنَّها (قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلعم غَدَاةَ) نصب على الظَّرفيَّة مضاف لقوله (بُنِيَ) بضم الموحدة وكسر النون مبنيًّا للمفعول (عَلَيَّ) بالتَّشديد‼، أي: غداةَ دخلَ عليها زوجُها إياسُ بنُ بكير (فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي) بكسر اللام، بالفَرْع كأصلهِ. وقال الكِرْمانيُّ _وتبعَهُ البَرْماويُّ والعينيُّ_: بفتحها بمعنى: الجلوس (وَجُوَيْرِيَاتٌ) بضم الجيم (يَضْرِبْنَ بِالدَُّفِّ) بضم الدال وتفتح وتشديد الفاء، والجملةُ حاليَّة حالَ كونهن (يَنْدُبْنَ) يذكرنَ (مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِهِنَّ) ولأبي ذرٍّ: ”مِن آبَائي“ (يَوْمَ بَدْرٍ) / كذا للحَمُّويي والمُستملي(1)، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”ببدر“(2) بأحسنِ أوصافِهِم بما يهيِّجُ البُكاءَ والشَّوق، وكان قُتِل أبوها معوِّذ وعمُّها عوف أو معاذ، قتلَهما عكرمةُ بن أبي جهلٍ، وأطلقتْ على عمِّها الأبوَّة تغليبًا (حَتَّى قَالَتْ جَارِيَةٌ) منهنَّ: (وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا) يكون (فِي غَدٍ. فَقَالَ) لها (النَّبِيُّ صلعم : لَا تَقُولِي هَكَذَا) فيه كراهية نسبة الغيب للخلقِ (وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ).
          وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «النِّكاح» [خ¦5147]، وأبو داود في «الأدب» والتِّرمذيُّ وابنُ ماجه في «النِّكاح».


[1] قوله: «للحَمُّويي والمُستملي» جاءت في (م) قبل عند قوله: «من قتل».
[2] في (د): «(يوم بدر) ولأبي ذرٍّ عن الكشميهنيِّ والحَمُّويي والمُستملي: ببدر».