إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أسلمت امرأة سوداء لبعض العرب

          3835- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (فَرْوَةُ بْنُ أَبِي المَغْرَاءِ) بفتح الفاء وسكون الرَّاء و«المَغْرَاء» بفتح الميم وسكون الغين المعجمة وفتح الرَّاء ممدودٌ، الكنديُّ(1) الكوفيُّ قال: (أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ) بضمِّ الميم وسكون المُهمَلة وكسر الهاء (عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ) عروة بن الزُّبير (عَنْ عَائِشَةَ ♦ ) أنَّها (قَالَتْ: أَسْلَمَتِ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ لِبَعْضِ العَرَبِ) لم تُسَمَّ، وذكر عمر بن شبَّة: أنَّها كانت بمكَّة، وأنَّها لمَّا وقع لها ذلك هاجرت إلى المدينة (وَكَانَ لَهَا حِفْشٌ) بحاءٍ مُهمَلةٍ مكسورةٍ وفاءٍ ساكنةٍ بعدها شينٌ مُعجَمةٌ: بيتٌ صغيرٌ (فِي المَسْجِدِ قَالَتْ) عائشة ♦ : (فَكَانَتْ تَأْتِينَا فَتَحَدَّثُ عِنْدَنَا) بحذف أحد المثلين تخفيفًا، ولأبي ذرٍّ: ”تتحدَّث“ بحذف الفاء وإثبات التَّاء الأخرى (فَإِذَا فَرَغَتْ مِنْ حَدِيثِهَا قَالَتْ: وَيَوْمُ الوُِشَاحِ) بكسر الواو وضمِّها، وقد تُبدَل همزةً مكسورةً وبالشِّين المُعجَمة وبعد الألف حاءٌ مُهمَلةٌ؛ ما يُقَدُّ من الجلد ويُرصَّع بالجواهر، وتشدُّه المرأة بين عاتقيها وكشحيها (مِنْ تَعَاجِيبِ رَبِّنَا أَلَا) بالتَّخفيف (إِنَّهُ) بفتح الهمزة وكسرها في «اليونينيَّة» (مِنْ بَلْدَةِ الكُفْرِ أَنْجَانِي، فَلَمَّا أَكْثَرَتْ) من ذلك (قَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ) ♦ : (وَمَا يَوْمُ الوِشَاحِ؟ قَالَتْ: خَرَجَتْ جُوَيْرِيَةٌ لِبَعْضِ أَهْلِي) وكانت عروسًا فدخلت مغتسلها (وَعَلَيْهَا وِشَاحٌ مِنْ أَدَمٍ) أحمر (فَسَقَطَ مِنْهَا، فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِ الحُدَيَّا) بضمِّ الحاء وفتح الدَّال المهملتين وتشديد التَّحتيَّة من غير همزٍ (وَهْيَ تَحْسِبُهُ لَحْمًا، فَأَخَذَتْ) بحذف ضمير النَّصب، ولأبي ذرٍّ: ”فأخذته“ (فَاتَّهَمُونِي بِهِ، فَعَذَّبُونِي حَتَّى بَلَغَ مِنْ أَمْرِهم) كذا في الفرع، والذي في أصله ”من أمري“ (أَنَّهُمْ طَلَبُوا) ذلك الوشاح (فِي قُبُلِي) وفي «الصَّلاة» [خ¦439] «فالتمسوه فلم يجدوه، قالت: فاتَّهموني به، قالت: فطفقوا يفتِّشون حتَّى فتَّشوا قُبُلها» (فَبَيْنَا هُمْ) بغير ميمٍ (حَوْلِي وَأَنَا فِي كَرْبِي؛ إِذْ أَقْبَلَتِ الحُدَيَّا حَتَّى وَازَتْ) بالزَّاي المُعجَمة، أي: حازت (بِرُؤُوْسِنَا) بهمزةٍ بعدها واوٌ، ولأبي ذرٍّ: ”بِرُوسِنَا“ بغير همزةٍ‼ (ثُمَّ أَلْقَتْهُ، فَأَخَذُوهُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: هَذَا الَّذِي اتَّهَمْتُمُونِي بِهِ) أنِّي أخذته (وَأَنَا مِنْهُ بَرِيئَةٌ) جملةٌ حاليَّةٌ.
          وسبق هذا الحديث في «باب نوم المرأة في المسجد» [خ¦439] من «كتاب الصَّلاة».


[1] في (ب): «البيكنديُّ»، وهو تحريفٌ.