إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أتعجبون من لين هذه لمناديل سعد بن معاذ خير منها

          3802- وبه قال: (حَدَّثَنَا) بالجمع، ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثني“ بالإفراد (مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بندارٌ العبديُّ قال: (حَدَّثَنَا) بالجمع، ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثني“ (غُنْدَرٌ) محمَّد بن جعفرٍ قال: (حَدَّثَنَا) وفي نسخةٍ: ”أخبرنا“ (شُعْبَةُ)‼ بن الحجَّاج (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ) عمرو بن عبد الله السَّبيعيِّ أنَّه / (قَالَ: سَمِعْتُ البَرَاءَ) بن عازبٍ ( ☺ يَقُولُ: أُهْدِيَتْ) بضمِّ الهمزة، مبنيًّا للمفعول (لِلنَّبِيِّ صلعم حُلَّةُ حَرِيرٍ) أهداها له أُكيدر دومة كما في حديث أنس السَّابق في «الهبة» [خ¦2616] (فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَمَسُّونَهَا) بفتح التَّحتيَّة والميم (وَيَعْجَبُونَ) بفتح التَّحتيَّة وبسكون العين (مِنْ لِينِهَا، فَقَالَ) صلعم لهم: (أَتَعْجَبُونَ مِنْ لِينِ هَذِهِ) الحلَّة؟ (لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ) زاد في «الهبة» [خ¦2615] «في الجنَّة» (خَيْرٌ مِنْهَا) أي: من الحلَّة (أَو أَلْيَنُ) بالشَّكِّ من الرَّاوي، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ: ”وألين“ وإنَّما ضرب المثل بالمناديل؛ لأنَّها ليست من عليَّة الثِّياب، بل تُبتذَل في أنواعٍ، فيُمسَح بها الأيدي ويُنفَض بها الغبار عن البدن ويُغطَّى بها ما يُهدَى وتُتَّخَذ لِفَافًا للثِّياب، فصار سبيلها سبيل الخادم، وسبيل سائر الثِّياب سبيل المخدوم، فإذا كان أدناها هكذا فما ظنُّك بعليَّتها(1)؟!
          وهذا الحديث رواه مسلمٌ في «الفضائل» و(رَوَاهُ) أي: حديثَ الباب (قَتَادَةُ) بن دعامة فيما وصله المؤلِّف في «الهبة» [خ¦2615] (وَالزُّهْرِيُّ) محمَّد بن مسلم ابن شهابٍ، ممَّا وصله في «اللِّباس» [خ¦77/26-8685] (سَمِعَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ) ☺ ، وفي «اليونينيَّة» و«النَّاصريَّة»: ”سمعا أنسًا“ فأسقطا كغيرهما ما أثبته في الفرع وهو ”ابن مالكٍ“ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ).


[1] في (ب) و(س): «بعليِّها».